[الكلام في البسملة في أوائل السور]
  (و) منها: (قضاء الأخبار) المروية عن النبي ÷ وعن أصحابه ¤ (بذلك) أي: بكونها من القرآن، فمن ذلك ما روي في الأحكام عن النبي ÷ أنه قال: «كل صلاة لا يجهر فيها ببسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان(١)»، والآيات تختص بالقرآن(٢)، وهو في أمالي أحمد بن عيسى بإسناده إلى جعفر بن محمد(٣) عن آبائه عنه ÷.
  وفيه بإسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن علي # أنه قال: «آية من كتاب الله تركها الناس ﷽».
  وفيه بإسناده إلى أبي ميسرة(٤) أن رسول الله ÷ نودي في بدء أمره(٥): يا
(قوله): «أي: بكونها من القرآن» المقصود الاستدلال بهذه الأخبار على إثبات القول الأول، وهو كونها من القرآن في أول كل سورة، وهذه الأخبار المروية إنما ثبت بها كونها من القرآن جملة: إما آية مستقلة كالحديث المروي في الأحكام ونحوه، وإما آية من الفاتحة كحديث: قرأ رسول الله ÷ ونحوه، يظهر بالتأمل فيها، ما خلا ما رواه الثعلبي[١] عن علي كرم الله وجهه فإن ظاهر قوله: كان إذا افتتح السورة مع قوله: «فقد نقص» أي: من السورة يفيد ذلك إذا حمل التعريف في السورة على العموم؛ إذ ظاهره أي سورة كانت. وكذا ما أخرجه الواحدي عن نافع عن ابن عمر قال: نزلت ﷽ في كل سورة، لكنه موقوف، فينظر في قول المؤلف # الآتي: «يعطي التواتر المعنوي بكونها قرآناً منزلاً في أوائل السور»، وقد استقرب في شرح المختصر القول بأنها آية أنزلت وأمر بالفصل بها بين السور لا أنها آية من كل سورة. وأما تزييف شارح المختصر لما روي عن الشافعي من الفرق بين الفاتحة وغيرها بأنه تحكم فقد أجاب عنه في الحواشي بأن وجهه أن الأحاديث الواردة في كونها آية من الفاتحة على التعيين متكثرة جداً، والله أعلم.
(١) ينظر في صحة الإخبار عن الصلاة بأنها آية هل يتم المعنى المراد، أو هو مبني على محذوف، فما الدليل؟ اهـ الدليل عليه ما يأتي في رواية الجيلاني. (من بعض الحواشي).
(٢) قلت: في دعوى الاختصاص هنا نظر؛ لقوله ø: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}[الروم: ٢١]، وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ}[يس: ٣٧]، {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّاتِهِمْ}[يس: ٤١]، {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ}[فصلت: ٣٧]، ونحوها كثير، فالأولى الاحتجاج بما قبله وبعده من الإضافة إلى القرآن. (طبري على شرحه للكافل).
(٣) من طريق جعفر بن جميع، وهو ضعيف باتفاق.
(٤) كميمنة.
(٥) البدء بفتح الموحدة وسكون المهملة آخره همزة، من بدأت الشيء بدءاً: ابتدأت به. (من إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني، من شرح قوله: باب كيف كان بدء الوحي).
[١] وكذا حديث ابن عباس وما بعده عنه وعن ابن مسعود أنه قال: كان رسول الله ÷ لا يعرف ختم سورة وابتداء أخرى حتى تنزل عليه ﷽، وكذا في حديث البيهقي عنه موقوفاً: وإذا ختم السورة قرأها، وما روي عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة مثل كلام ابن المبارك. (ح).