هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في البسملة في أوائل السور]

صفحة 16 - الجزء 2

  وروى الثعلبي في تفسيره بإسناده عن علي بن أبي طالب # أنه كان إذا افتتح السورة في الصلاة يقرأ ، وكان يقول: «من ترك قراءتها فقد نقص» وكان يقول: «هي تمام السبع المثاني».

  وبإسناده عن ابن عباس⁣(⁣١) ¥ في قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي⁣(⁣٢)}⁣[الحجر: ٨٧] قال: فاتحة الكتاب، فقيل لابن عباس: فأين السابعة؟ قال: .

  وأخرج ابن خزيمة والبيهقي بسند صحيح عن علي # أنه سئل عن السبع المثاني فقال: «الحمد لله رب العالمين» فقيل له: إنما هي ست آيات، فقال: « آية».

  وأخرج الدارقطني بسند صحيح قال: إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا ؛ إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها.

  وعن أبي هريرة⁣(⁣٣) أن النبي ÷ قال: «يقول الله سبحانه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ١} قال الله: مجدني عبدي، وإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣} قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ٤}


(قوله): «قسمت الصلاة ... إلخ» أراد بالصلاة القراءة؛ لأنها جزؤها، وقد يطلق كل منهما على الآخر مجازاً كما قال تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}⁣[الإسراء: ١١٠]، أي: بقراءتك، وقال: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨}⁣[الإسراء]، يعني صلاة الفجر، والمراد منها قراءة الفاتحة؛ بقرينة تتمة الحديث، ذكره في المشارق. والمراد بالتقسيم ليس هو التنصيف كما سيأتي بيان ذلك عند قول المؤلف # فيما يأتي: وحينئذ يكون التنصيف باعتبار المعنى.


(١) وفي نسخة: عن أبي العباس، وكنيته أبو العباس.

(٢) سميت بذلك لأنها يثنى بها على الله تعالى، وقيل: لأنها تثنى في كل ركعة، أي: تعاد، وقيل: لأنها استثنيت لهذه الأمة؛ لأنها لم تنزل على غيرها. (توشيح).

(٣) وفي البيهقي عن عبدالله بن زياد بن سمعان عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، وزاد فيه التسمية، وذكر سنده بطريقين إلى عبدالله بن زياد.