هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في البسملة في أوائل السور]

صفحة 19 - الجزء 2

  وأخرج الدارقطني وأبو نعيم والحاكم في تاريخه من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله ÷ قال: «كان جبريل إذا جاءني بالوحي يلقي علي (⁣١)».

  وأخرج البيهقي من وجه ثالث عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقرأ في الصلاة ، وإذا ختم السورة قرأها⁣(⁣٢) ويقول: ما كتبت في المصحف إلا لتقرأ.

  وروي عن عبدالله بن المبارك⁣(⁣٣) أنه قال: من تركها فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية.

  وروي عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة مثله.

  وروى الشافعي أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ ، ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود، فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار⁣(⁣٤): يا معاوية، سرقت من الصلاة، أين ؟ أين التكبير عند الركوع والسجود؟ ثم إنه أعاد الصلاة مع البسملة والتكبير.

  قال: وكان معاوية شديد الشكيمة⁣(⁣٥) والشوكة، فلولا أن الجهر بالبسملة كان مقرراً عند كل الصحابة لم يجسروا على ذلك⁣(⁣٦).

  وفي رواية⁣(⁣٧) أن معاوية سمى في أم القرآن ولم يسم في السورة التي بعدها،


(١) قال بعضهم: لا دلالة فيه.

(٢) يعني ابتدأ بها أخرى، وهذا يقوم حجة على من سبق من القراء الذين لا يقرؤونها مع وصل التلاوة.

(٣) تابعي، فهو أثر.

(٤) في رواية البيهقي: فلما سلم ناداه من شهد من المهاجرين من كل مكان ... إلخ

(٥) الشكيمة: الأنفة، والانتصار من الظلم. (قاموس).

(٦) ظاهره وظاهر كثير من هذه الأحاديث أن الخلاف في الروايات بين الصحابة في الجهر بها والإسرار، وحينئذ فلا يفيد شيء من ذلك إثباتها قرآناً ولا نفيها؛ لاتفاقهم على قراءتها إما سراً أو جهراً، وإن كان في بعضها بلفظ الترك فلا إشكال ولا حجة في الإنكار لترك الجهر والإسرار. تأمل.

(٧) رواها البيهقي في سننه.