[الكلام في البسملة في أوائل السور]
  المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى ينزل: ﷽، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت. إسناده على شرط الشيخين.
  وأخرج الحاكم من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي ÷ كان إذا جاءه جبريل فقرأ «﷽» علم أنها سورة. إسناده صحيح.
  وعن سعيد بن جبير أنه قال: كانوا في عهد رسول الله ÷ لا يعرفون انقضاء السورة حتى ينزل: «﷽»، فإذا نزلت علموا أنها قد انقضت السورة.
  وعن ابن مسعود ¥: كنا ما نعرف الفصل بين السورتين حتى ينزل «﷽»، وأخرجه البيهقي في الشعب وغيره بلفظ: كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين ... إلى آخره.
  وأخرج مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله ÷ ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة(١) ثم رفع رأسه متبسماً فقال: «أنزلت علي آنفاً سورة، فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} ..» الحديث.
  فهذه الأحاديث تعطي التواتر المعنوي بكونها قرآناً منزلاً في أوائل السور.
  فإن قيل: إذا عدت البسملة آية من كل سورة فما وجه ما روي عن أبي هريرة أن النبي ÷ قال في سورة الملك: «إنها ثلاثون آية»، وفي سورة الكوثر: «إنها ثلاث آيات»، مع أن العدد حاصل بدونها؟
  فقد أجيب: بأنها إما أن تعد مع ما بعدها آية في بعض السور، وإما أن يراد ما هو خاصة الكوثر ثلاث آيات؛ فإن البسملة كالشيء المشترك فيه بين السور.
(قوله): «تعطي التواتر المعنوي ... إلخ» قد عرفت ما سبق في ذلك.
(قوله): «مع ما بعدها آية» فتكون البسملة بعض آية في بعض السور، لا أنها ليست من القرآن.
(١) فيه - يعني في الحديث -: فغفوت غفوة، أي: نمت نومة خفيفة، يقال: أغفى إغفاء وإغفاءة إذا نام، وقلما يقال: غفا، قال الأزهري: اللغة الجيدة أغفيت. (نهاية).