[الكلام في البسملة في أوائل السور]
  في كونها قرآناً، ولا شك أن البسملة قد تواتر نقلها في أوائل السور كتابة في المصحف(١) وتلاوة على الألسن(٢).
  (وأما) ما احتج به أهل القول الثالث من (تكثر الأخبار بكونها من الفاتحة) وقد سبق ذكر لبعضها (و) ما تمسك به أهل القول الرابع من (كتبها) في المصاحف (بغير إنكار من السلف) فكانت قرآناً وإلا لأنكروا ولو نادراً؛ لما عرف(٣) من تشديدهم في تجريد المصحف من كل ما ليس من القرآن، ولم تقم حجة على كونها آية من أول كل سورة من القرآن، فكانت آية واحدة لا مائة وثلاث عشرة آية (فلا يفيدان المطلوب) أما الأول فلأن تخصيص الفاتحة بالذكر لا ينفي ما عداها. ووجهه: أن قريشاً كانوا في بدء الإسلام يهزؤون من قراءتها، كما روي عن ابن عباس ® أنه قال: كان رسول الله ÷ إذا قرأ ﷽ هزئ منه المشركون(٤) وقالوا: محمد يذكر إله اليمامة. رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
  وعن سعيد بن جبير قال: كان رسول الله ÷ يجهر ببسم الله الرحمن
(قوله): «لا مائة وثلاث عشرة آية» يعني من أول كل سورة كما هو مدعى أهل القول الأول.
(قوله): «أما الأول» أي: تكثر الأخبار ... إلخ.
(١) في النووي على مسلم أنه مثلث الميم، وقال في المصباح: وضم الميم أشهر من كسرها.
(٢) وعدم جواز الصلاة بها إنما هو للشبهة في كونها آية تامة، وجواز تلاوتها للجنب والحائض إنما هو على قصد التيمن والتبرك، كما إذا قال: الحمد لله رب العالمين على قصد الشكر دون التلاوة، وعدم تكفير من أنكر كونها من القرآن في غير سورة النمل إنما هو لقوة شبهته في ذلك بحيث يخرج كونها قرآناً من حيز الوضوح إلى حيز الإشكال، ومثل هذا يمنع التكفير. (تلويح).
(٣) في (أ، ب): عرفت.
(٤) الإمام أحمد بن سليمان فسر الآية بخلاف ما ذكر، قال ما معناه: وقد ابتغى ÷ سبيلاً بأن جهر في الجهريات وخافت في غيرها، وكذا غيره، وفوق كل ذي علم عليم، فليعلم ذلك، وهذا وإن كان نقداً صحيحاً فقل رب زدني علماً. اهـ عن خط لي. ولم يذكر هذا أحد من الصحابة ولا التابعين، وإنما ذكره المتأخرون.