هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في تواتر القراءات السبع]

صفحة 24 - الجزء 2

  الرحيم، وكان المشركون يهزؤون بمكاء وتصدية⁣(⁣١) ويقولون: محمد يذكر إله اليمامة، وكان مسيلمة الكذاب تسمى رحمن، فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} فيسمع المشركون فيهزؤون بك {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا}⁣[الإسراء: ١١٠] عن أصحابك فلا تسمعهم. ورواه ابن جبير أيضاً عن ابن عباس.

  وربما كان بعض الصحابة لا يجهر بها في الصلاة خوفاً من الهزء، فوردت الأحاديث فيها لكونها جزءاً من الصلاة لا تتم إلا به. وأما الثاني فلقيام الحجة كما سبق⁣(⁣٢).

[الكلام في تواتر القراءات السبع]

  مسألة: في بيان تواتر القراءات السبع والخلاف في ذلك.

  وهي ما نسب إلى القراء السبعة على الصحة، وهم نافع⁣(⁣٣) وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، فالمختار أن (القراءات السبع متواترة) أي: كل فرد منها متواتر عن النبي ÷ (أصلاً) وهو جوهر اللفظ كملك ومالك (وهيئة)


(قوله): «وأما الثاني» أي: كتبها في المصاحف ... إلخ.

(قوله): «على الصحة» متعلق بما نسب.

(قوله): «فالمختار» الأحسن والمختار بالواو.


(١) قال في الكشاف: المكاء فعال بوزن الثغاء والرغاء، من مكا يمكو: إذا صفر، ومنه المكاء⁣[⁣١]، كأنه سمي بذلك لكثرة مكائه. والتصدية: التصفيق، تفعلة من الصدى أو من صد يصد: {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ٥٧}⁣[الزخرف].

(٢) من إجماع العترة ووضعها في المصاحف ودلالة بعض الأحاديث، كحديث ابن عمر: نزلت في كل سورة.

(٣) نافع أبو رؤيم قارئ المدينة توفي سنة ١٦٩، وعبدالله بن كثير المكي توفي سنة ١٢٠، وأبو عمرو البصري توفي سنة ١٥٤، وعبدالله بن عامر الشامي توفي سنة ١١٨، وعاصم بن أبي النجود الكوفي توفي سنة ١٢٨، وحمزة بن حبيب الزيات الكوفي توفي سنة ١٥٦، وعلي بن حمزة الكسائي الكوفي توفي سنة ١٨٩. (من خط العلامة الجنداري).

(*) قال في الفصول: ومعتمد أئمتنا $ قراءة أهل المدينة. وهي قراءة نافع، والهادي وولده المرتضى هما اللذان أظهراها ببلاد الزيدية باليمن.


[١] بتشديد الكاف: طائر مليح الصوت.