هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[انقسام القرآن إلى محكم ومتشابه]

صفحة 33 - الجزء 2

  وعن الضحاك: المحكمات: ما لم ينسخ منه، والمتشابهات ما قد نسخ⁣(⁣١).

  وفي تفسيرهما روايات كثيرة لا يحتمل كتابنا هذا استيفاءها⁣(⁣٢).

  (وورود⁣(⁣٣) ما لا معنى له⁣(⁣٤)) في كتاب الله كالمهملات (أو ما أريد به خلاف ظاهره ولم يبين) المراد بقرينة تصرف عن الظاهر (ممتنع) أما الأول فلأنه هذيان، وهو نقص، والنقص على الله تعالى محال.

  وأما الثاني فلأن إرادة خلاف الظاهر من غير بيان إيهام وتغرير، مع كون اللفظ بالنسبة إلى ذلك المعنى المراد مهملاً، وذلك لا يجوز عليه تعالى (خلافاً للحشوية في الأول والمرجئة⁣(⁣٥) في الثاني).

  احتجت الحشوية على جواز ورود المهمل في كتاب الله بما ورد في أوائل السور من الحروف المقطعة نحو: «ألم» «طه».

  وجوابه: أن لها معاني⁣(⁣٦) ولكن اختلف المفسرون فيها، فقيل: إنها أسماء للسور، وقيل غير ذلك⁣(⁣٧).

  واحتجت المرجئة أولاً: بوجوب الوقف على قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}، وحينئذ فيكون «الراسخون» مبتدأ و «يقولون» خبراً عنه، وذلك يقتضي أن


(قوله): «إيهام» أي: أن المراد به الظاهر.


(١) وقيل: المحكم ما وضح معناه، والمتشابه مقابله. وقيل: المحكم ما استقل بنفسه، والمتشابه ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره. وقيل: المحكم ما تأويله تنزيله، والمتشابه ما لا يدرك [يدرى] إلا بالتأويل. (إتقان).

(٢) في المطبوع: استيعابها.

(٣) مبتدأ خبره ممتنع.

(٤) قال أبو زرعة في شرح الجمع: الظاهر أن خلاف الحشوية فيما له معنى ولا نفهمه، أما ما لا معنى له أصلاً فمنعه محل اتفاق.

(٥) وسموا مرجئة بالهمز من أرجأه بمعنى أخره. (شرح جمع).

(٦) قريباً من سبعين. (شفاء لسيدنا علي الطبري).

(٧) من كونها أسماء أشخاص كما قيل: إن (يس وطه) اسمان للنبي ÷ و (ق) اسم جبل، و (ن) اسم للدواة.