هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الكلام في إجماع العترة]

صفحة 108 - الجزء 2

  وليس المراد بأهل البيت أزواجه؛ لأنه ÷ قد بين المراد به في أحاديث كثيرة بالغة حد التواتر، على أن الأهل إذا أضيف إلى البيت لم يتبادر منه الأزواج.

  فإن قيل: قد جاء في بعض الأحاديث ما يقتضي دخول نسائه في أهل بيته، مثل قوله جواباً لأم سلمة في قولها: أما أنا من أهل البيت؟ قال: «بلى إن شاء الله تعالى»، وقوله: «بلى فادخلي في الكساء» قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه ولابنته ولابنيه.

  قلنا: رواياتُ دفعها عن الدخول معهم بقوله في رواية: «إنك على خير»، وفي رواية: «إنك إلى خير»، وفي رواية: «أنت على مكانك وأنت على خير»، وفي رواية: «أنت إلى خير، أنت من أزواج النبي»، وفي رواية: «مكانك فإنك على خير» وغير ذلك - أكثرُ.

  ولو سلم التساوي وجب الجمع⁣(⁣١)، وقولها: بعدما قضى دعاءه صريحٌ في خروجها عن قوله ÷: «اللهم هؤلاء أهل بيتي ...» إلى آخره على اختلاف الروايات⁣(⁣٢)، وبه يحصل الجمع.


(قوله): «أما أنا من أهل البيت» بتخفيف ميم أما؛ لأنها حرف تنبيه⁣[⁣١].

(قوله): «بلى إن شاء الله» في قوله ÷: «إن شاء الله» ما لا يخفى، فلا وجه ظاهر يحتج به.

(قوله): «على اختلاف الروايات» ففي بعضها كما يأتي: «اللهم هؤلاء عترتي»، وفي أخرى: «أهلي»، وفي أخرى: «أهل بيتي وعترتي»، وفي أخرى: «أهلي وأهل بيتي»، وفي أخرى: «أهل بيتي وخاصتي».


(١) أي: بين الدليلين.

(٢) ففي حديث أبي سعيد وأبي الحمراء الآتي: «اللهم هؤلاء عترتي»، وفي حديث جابر الآتي: «اللهم هؤلاء أهلي»، وفي رواية عن الحسن السبط: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وعترتي»، وفي رواية عن سعد: «اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي»، وفي رواية أبي سعيد الخدري فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي»، وفي رواية ابن عباس: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي»، وفي رواية أبي عبدالله بن جعفر الطيار: «اللهم إن لكل أهلاً وإن هؤلاء أهلي».


[١] شكك عليه في بعض النسخ، وعليه ما لفظه: الظاهر أن الهمزة للاستفهام وما نافيه؛ ولهذا قال ÷: بلى، وهي مختصة بإيجاب النفي فتأمل. (ح عن خط شيخه).