[الكلام في إجماع العترة]
  ويؤيد ذلك أن سؤالها بقولها: وأنا معهم ونحوه لم يقع إلا بعد تقضي الدعاء في جميع الأخبار، فلا تعارض؛ لأن دفعها لكونها ليست من أهل البيت، وإدخالها بعد بيانهم لا يضر.
  ولو سلم أنها من أهل البيت فخروجها عن الدعاء بإذهاب الرجس وبالطهارة كاف في حجية إجماع من عداها.
  لا يقال: اختلاف روايات هذا الخبر يقتضي سقوطه؛ لأنه يقال: يبعد عادة أن يروي العدد البالغ حد التواتر من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من حفاظ المحدثين خبراً ساقط المعنى، فيجب حملهم على السلامة بأن يقال كما قال الشيخ محب الدين الطبري(١) الشافعي في ذخائر العقبى: الظاهر أن هذا الفعل تكرر منه ÷ في بيت أم سلمة، يدل عليه اختلاف هيئة اجتماعهم وما جللهم به
(قوله): «لا يقال: اختلاف الروايات ... إلخ» فمنهم من روى أن فاطمة جاءت ثم أمرها بإحضار علي كرم الله وجهه والحسنين، ومنهم من روى خلاف ذلك، ومنهم من روى أنه قال لأم سلمة: ليست منهم، ومنهم من روى أنه قال: وأنت، وفي بعض الروايات قالت: ألست منهم؟ قال: بلى وأمرها بالدخول تحت الكساء، وفي بعضها أنه دفعها عن الدخول تحته. والقضية إنما جرت مرة واحدة، فلا يمكن حمل الرواية الأخرى على أنها في موقف آخر كما حمل على ذلك رواية عائشة حين لم تذكر علياً في الدخول تحت الكساء، واضطراب الروايات مما يقتضي الشك في صحة الخبر، فلا يجب العمل به، بل لا يحسن، هكذا ذكره الإمام المهدي # في شرح الملل والنحل. ثم أجاب عن هذا بجواب ظاهره: أنه تام مع بنائه على اتحاد الموقف[١] تركناه خشية الإطالة. وأما جواب المؤلف # فهو مبني على تعدده. قلت: وهكذا في بعض ما نقله المؤلف # اختلاف في الرواية وأنه زائد على ما ذكره الإمام المهدي، يظهر لمن تتبع ذلك وتأمل.
(قوله): «يدل عليه اختلاف هيئة اجتماعهم» يعني في بيت أم سلمة، ففي بعض الروايات: وفي البيت سبعة، وفي بعضها: وفي البيت رسول الله ÷ ... إلخ، وفي بعضها قال: جاء علي وفاطمة والحسن والحسين $ إلى باب النبي ÷ فخرج النبي ÷ فقال بردائه ... إلخ، والظاهر أنه باب بيت أم سلمة. وفي رواية: جمعنا رسول الله ÷ وإياه في كساء لأم سلمة، وفي بعضها: جمعنا رسول الله ÷ في بيت أم سلمة أنا وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم دخل رسول الله ÷ في كساء ... إلخ، وفي رواية: ادع لي علياً، إلى أن قال: فجعل حسناً عن يمينه وحسيناً عن يساره ... إلخ، وغير هذا لمن تأمل ما أورده المؤلف #.
(قوله): «وما جللهم به» من كونه مرطاً مرحلاً على النبي ÷ أو كساء لأم سلمة خيبرياً أو كساء مطلقاً أو نحو ذلك.
(١) شيخ الإسلام محدث الحرم أبو العباس أحمد بن عبدالله المعروف بالمحب الطبري المكي، ولد سنة ٦١٥، ومن مصنفاته الفائقة كتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، جمع فأوعى ونسب كل حديث إلى أصوله، توفي سنة ٦٩٤ ¦.
[١] ولعل ذلك بناء منه على التنزل والتسليم لا تحقق الاتحاد، والله أعلم. (حسن بن يحيى الكبسي).