[الكلام في إجماع العترة]
  النجاة، وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  قال: والأمة مجمعة على صحة هذا الخبر، وكل فرقة من فرق الإسلام تتلقاه بالقبول.
  وأخرج مسلم عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله ÷: «إني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله، وحبل الله(١)، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة، وعترتي أهل بيتي» فقلنا: مَنْ أهلُ بيتِهِ، نساؤه؟ فقال: لا، وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فيطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعشيرته وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.
  وفي جواهر العقدين للسمهودي الشافعي نزيل طيبة المشرفة قال: أخرج الحاكم في المستدرك من ثلاث طرق وقال(٢) في كل منها: إنه صحيح على شرط الشيخين، ولفظ الطريق الأول: لما رجع النبي ÷ من حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات(٣) فقمت ثم قام ثم قال: «كأني قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله ø وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» ثم قال: «الله تعالى مولاي، وأنا ولي كل مؤمن».
(قوله): «فقمت» أي: كسحت.
(١) في المطبوع: وحبل الله من بعدي. وليس في المخطوطات ولا في صحيح مسلم. وفي صحيح مسلم: هو حبل الله.
(٢) في المطبوع: وفي كل منها.
(٣) هي الشجر الملتف، واحدها: دوحة.