هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 256 - الجزء 2

  الهذيل؛ لأنه اشترط عصمتهم جميعاً أو وجود المعصوم فيهم.

  (وأهل الذلة) عند اليهود (و) حصول (اختلاف النسب) فيهم (و) اختلاف (الدين و) اختلاف (الوطن)، وجميع ما ذكروه (فاسدٌ؛ لحصول العلم بدونها) ضرورة، وللجميع شبه واهية، أما الأولان فلأن الكفر عرضة للكذب والتحريف، والإسلام والعدالة ضابط الصدق والتحقيق؛ ولهذا اختص المسلمون بدلالة إجماعهم على الصدق، ولم يحصل العلم بإخبار النصارى بقتل المسيح مع كثرة عددهم، وليس ذلك إلا لأن الكفر مظنة الكذب، وكذلك الفسق مظنة الكذب، فعدمهما يكون شرطاً.

  وما ذكروه باطل؛ للقطع بأن أهل قسطنطينية⁣(⁣١) لو أخبروا بقتل ملكهم حصل العلم بخبرهم وإن كانوا كفاراً.

  وأما دلالة الإجماع على الصدق فإنما اختصت بالمسلمين بالأدلة السمعية دون العقلية.

  وأما حديث النصارى فلا نسلم أن عدم العلم إنما كان للكفر والفجور؛ لجواز أن يكون لاختلال في الأصل⁣(⁣٢) أو الوسط بأن لا يكون المخبرون فيهما متصفين


(قوله): «على الصدق» متعلق بدلالة.

و (قوله): «بأخبار النصارى» هكذا عبارة ابن الحاجب، والظاهر أن الأخبار من اليهود⁣[⁣١]؛ لقوله تعالى: «وقولهم إنا قتلنا المسيح» وضمير قولهم عائد إلى أهل الكتاب.

(قوله): «وإن كانوا كفاراً» قيل: أهلها مسلمون الآن، لكن لم يرد المؤلف # إلا على تقدير كفرهم.

(قوله): «وأما دلالة الإجماع» هذا دفع لقولهم: ولهذا اختص المسلمون بدلالة الإجماع.

(قوله): «وأما حديث النصارى» لعله اليهود.


(١) بضم القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وسكون النون وكسر الطاء الثانية وسكون الياء المثناة من تحت وكسر النون وفتح الياء الثانية وفي آخرها هاء: وهي من أعظم مدائن الروم، بناها قسطنطين ملك الروم، وهو أول من تنصر من ملوك الروم فنسبت المدينة إليه. ذكره ابن خلكان.

(٢) أي: في المستند، فإنهم إنما استندوا إلى وهم لا إلى حس صحيح؛ لقول الله تعالى: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٧]، ولا حاجة بعد ذلك إلى قوله: «والوسط». (شرح مختصر للجلال ¦).

(*) الظاهر أن المراد بالأصل أول مرتبة من مراتب التواتر كما لا يخفى. (السيد أحمد إسحاق).


[١] يقال: والنصارى مطبقون أنها قتلته اليهود كما ذلك معروف، ولعله إنما خص أخبار النصارى لانتفاء داعي كذبهم، بخلاف اليهود، والله أعلم. (أفاده سيدي حسن بن يحيى ح).