مقدمة
  عليها، ومن تلك الكتب المعنية بهذين المذهبين كتابنا هذا (التجريد) فقد جرد فيه المؤلف فتاوى الإمامين القاسم والهادي باختصار وإيجاز، وكان من مصادره فيه: (مسائل النيروسي ومسائل بن جهشيار للقاسم، الأحكام في الحلال والحرام، والمنتخب، والفنون، ومسائل عبدالله بن الحسين للهادي، ومسائل).
  ولقي الكتاب قبولاً واسعاً تطلب إلى شرحه قال المؤلف: «سألني بعض من وجب على حقه عند فراغي من كتابي المسمى (بالتجريد) أن أورد فيه من الأخبار الصحيح عندي سندها بأسماء الرواة المجمع على عدالتهم عند الفريقين من أصحاب الحديث وغيرهم، وأسماء الرواة الذين يروون عن أمير المؤمنين علي #، وعن الأئمة من ولده بما لا ينكره الجميع ملخصاً.
  فأجبته إلى ذلك مستعينا بالله سبحانه، ومعتمداً عليه؛ لكيلا يقول من نظر في كتابنا هذا من مخالفينا إن الخبر المروي عن رسول الله ÷، لم يصل إلينا إلا من جهة سلفنا $ من طريقة واحدة»(١).
  وكان كتاب (التجريد) في حكم المفقود نظراً لعدم توفر نسخة منه إلى وقت قريب، ولذلك اضطر الأستاذ المحقق عبدالله حمود العزي - مشكوراً - بعد بحث مضني عن نسخة منه إلى انتزاع المتن من الشرح ونشر الكتاب مطبوعاً سنة ٢٠٠٢ م، وفي أثناء تصفحي للمخطوطات اليمنية في المكتبة الوطنية(٢) بمدينة (فينا) النمساوية رأيت نسخة رائعة وفريدة للتجريد يعود تأريخ نسخها إلى سنة ٥٥٠ هـ بقلم القاضي عبدالله بن أسعد العنسي، وقد نسخها عن نسخ كانت لديه وفي دقة وأمانة في النسخ حيث ذكر في أحد المواضع «وكذلك في أموال اليتامى وفي نسخة أخرى مال اليتيم».
  وعلى النسخة حواش من كتاب (الإفادة في الفقه على مذهب الإمام المؤيد) للأستاذ العالم أبي القاسم الحسين بن الحسن الهوسمي - المتوفى في القرن
(١) ... مقدمة شرح التجريد.
(٢) sterreichische Nationalbibliothekab.