الحقيقة والمجاز
الحقيقة والمجاز
  أمثلة للشرح:
  أ - أضَأتُ «مِصْباحاً» كبيراً في الغرفة.
  ب - رأيتُ «مِصْباحاً» يتكلم، فيضيء للناس طريق رشادِهم.
  ج - كانَ «البحر» هادئاً ليلة أمس.
  د - هو «البحرُ» يَمُدُّ يَدَهُ بالعَوْن والإغاثة.
  الشرح:
  تأمل كلمة «مصباحاً» الواردة في المثال (أ) تجد أنها تدل على المعنى اللغوي المصباح الذي يستعمل للإضاءة، وكل كلمة تستعمل في معناها اللغوي الذي وضعت له تسمى «حقيقة». وتأمل كلمة «مصباحاً» الواردة في المثال (ب) تجد أنها لا تدل على المصباح الحقيقي، والدليل على ذلك كلمة «يتكلم» لأن المصباح الحقيقي لا يتكلم، وكل كلمة لا تدل على المعنى الحقيقي تسمى «مجازاً». والدليل الذي يمنع من إرادة المعنى الحقيقي: يسمى «قرينة» فكلمة «يتكلم» هي القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي. مع ملاحظة أنه توجد علاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي لكلمتي «مصباحاً» في المثالين، وهذه العلاقة. اشتراك الكلمتين في معنى الإضاءة. وقد صار من السهل عليك بعد هذا الإيضاح أن تعرف أن كلمة «البحر» في المثال (ج) تدلّ على البحر الحقيقي فهي حقيقة وكلمة «البحر» في المثل الرابع لا تدل على المعنى الحقيقي فهي «مجاز» والعلاقة بين كلمتي «البحر» في المعنى هي السعة والعطاء، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هي كلمة «يَمُدّ» لأن البحر ليس له يَدٌ فَيَمُدّها. أن العلاقة هي المناسبة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي، كالهداية المشتركة بين المصباح والواعظ في المثال المتقدم.
  والقرينة هي الشيء الذي يصرف الذهن عن إرادة المعنى الحقيقي، ففي قولنا «هو البحر يمد يده بالعون والعطاء» نلاحظ أن كلمة «يمد» هي القرينة التي صرفت الذهن عن إرادة المعنى الحقيقي للبحر.