معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

توطئة

صفحة 122 - الجزء 1

  وتعد الكناية أبلغ أنواع البيان، وأرقى ضُروب الكلام.

  أمثلة للشرح:

  أولاً:

  أ - تقول العرب: «فلان نَقِيُّ الثَّوْبِ، سليم دواعي الصَّدْر».

  ب - مَتَى تَأْتِهِ تَعْشُو⁣(⁣١) إلى ضَوْءِ نارِهِ ... تَجِدْ حَطَبَا جَزْلا وناراً تأججا⁣(⁣٢)

  ثانياً:

  ج - قتلتُ مَلِكَ الوُحُوش (تعني الأسد).

  د - قال البُحْتُرِي يَصِفُ قَتْلَهُ ذئباً:

  فَأَتَبَعْتُها⁣(⁣٣) أُخْرَى فَأَضْلَلْتُ⁣(⁣٤) نَصْلَها⁣(⁣٥) ... بحيث يكون اللبُ⁣(⁣٦) والرُّعْب⁣(⁣٧) والحِقْدُ

  ثالثاً: هـ - المجد بين ثَوْبَيْهِ، وَالجُودُ بينَ بُرْدَيْهِ.

  الشرح:

  عندما تُطلقُ المثل (أ) على إنسان نفهم إجمالاً أنك تنسب إليه: طهارة النفس، ونقاء القلب، وإضمار الخير، إذ إن العناية بطهارة الثوب تستلزم عادة العناية بطهارة النفس، لأن المظهر الخارجي يدلّ في الغالب على المظهر الداخلي، فأنت تصفه بالعفة والطهارة، وسلامة دواعي الصدر تدل على ما يجيش في القلب من حب للخير وبعد عن الشر.

  فالعربي بدل أن يقول: إن ممدوحه طاهر النفس، نقي القلب، لا يحمل في صدره شراً ولا أذى، أتانا بتعبير جديد، لا يُصَرّح فيه بصفات ممدوحه مباشرة، بل أشار إليها، وكنّى عنها.


(١) تعشو: تقصد ليلاً.

(٢) تأجج: تشتعل.

(٣) الضمير يعود على الطعنة.

(٤) أضللت: أخفيت.

(٥) النصل: حديدة السيف.

(٦) اللب: العقل.

(٧) الرعب: الفزع والخوف.