تأكيد المدح بما يشبه الذم
تأكيد المدح بما يشبه الذم
  أمثلة للشرح:
  أ - قال صفي الدين الحلي:
  ولا عيب فيهمْ سِوَى أَنَّ النَّزِيلَ بِهِمْ ... يَسْلُو عَن الأهل والأوطانِ والحَشَم
  ب - وقال النابغة الجعدي:
  فنِّي كَمُلَتْ أَخلاقه غير أنه ... جواد، فما يُبقي على المالِ باقِيَا
  الشرح:
  البيتان المتقدمان يشعران بالمدح، ولكن بأسلوب جديد عليك، لم يمر معك من قبل، نشرحه لك:
  في البيت (أ) نفى صفي الدين الحلي عن ممدوحيه العيب أولاً، وأتى بعد ذلك بأداة استثناء هي «سوى» فسبق إلى وهم السامع عندها أن الشاعر سيذكر بعدها عيباً فيمن يمدحهم ويثني عليهم، ولكنه ما لبث أن وجد بعد أداة الاستثناء صفة مدح أخرى، يثبت جودهم وكرم أخلاقهم ولطف معاشرتهم التي تنسي النزيل بهم «يعني ضيفهم» أهله ووطنه. وتلاحظ أنه قد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح.
  في البيت (ب) مدح الجعدي الفتى بكمال الخُلُق، وأتبع ذلك بأداة استثناء هي «غير» التي يتوهم السامع أن الشاعر سيأتي بعدها بذكر عيب للممدوح، ولكنه لم يلبث أن وجد بعد هذا الاستثناء صفة مدح أخرى.
  والشاعر في هذا البيت قد أثبت لممدوحه صفة مدح أتى بعدها بأداة استثناء متلوة بصفة مدح أخرى.
  إن هذا الأسلوب في البيتين هو نهاية المدح، ويسمى «تأكيد المدح بما يشبه الدم».