الأسلوب العلمي
  إذاً فعناصر البلاغة لفظ، ومعنى، وتأليف للألفاظ، مما يمنح الكلام قوة، وتأثيراً، وحسناً.
  ثم دقة في اختيار الكلمات والأساليب على حسب مواطن الكلام، ومواقعه، وموضوعاته، وحال سامعيه، والنزعة النفسية التي تتملكهم، وتسيطر على نفوسهم.
  وقد قيل: رب كلمة حَسُنتْ في موطن، ثم كانت نابية مستكرهة في غيره.
  وقد كره القدماء من الأدباء كلمة «أيضاً» واعتبروها من ألفاظ العلماء، فلم تجر بها أقلامهم في شعر أو نثر.
  إذاً فالبلاغة ليست في اللفظ وحده، وليست في المعنى وحده، ولكنها أثر لازم لسلامة تأليف هذين وحسن انسجامهما.
الأسلوب
  بعد هذا يحسن أن نعرف شيئاً عن الأسلوب الذي هو المعنى المصوغ في ألفاظ مؤلفة على صورة تكون أقرب لنيل الغرض المقصود من الكلام، وأفعل في نفوس سامعيه، وأنواع الأساليب ثلاثة:
الأسلوب العلمي
  الأسلوب العلمي هو من أهدأ الأساليب، وأكثرها احتياجاً إلى المنطق السليم والفكر المستقيم، وأبعدها عن الخيال الشعري، ذلك لأنه يخاطب العقل، ويناجي الفكر، ويشرح الحقائق العلمية التي لا تخلو من غموض وخفاء.
أهم مميزات الأسلوب العلمي
  من أهم مميزات هذا الأسلوب الوضوح، ولا بد أن يبدو فيه القوة والجمال، وقوته في سطوع بيانه ورصانة حججه وجماله في سهولة عباراته، وسلامة الذوق في اختيار كلماته، وحُسن تقريره المعنى في الأفهام من أقرب وجوه الكلام.
  يجب أن يُعنى فيه باختيار الألفاظ الواضحة الصريحة في معناها الخالية من الاشتراك، وأن تؤلف هذه الألفاظ في سهولة وجلاء، حتى تكون واضحة في أداء المعنى المقصود.
  يُستحسن البعد عن المجاز، والمحسنات، والبديع في الأسلوب العلمي.