ما هو علم المعاني؟
الفصل الثاني علم المعاني
ما هو علم المعاني؟
  هو قواعد يعرف بها كيفية مطابقة الكلام لمقتضى، وفق الغرض الذي يُساق إليه.
  وبعلم المعاني يُبتعد عن الخطأ في تأدية المعنى المراد، إذ به يعرف السبب الذي يدعو إلى التقديم والتأخير، والذكر والحذف، والإيجاز والإطناب، والفصل والوصل، وما إلى ذلك مما ستعرفه بعد. وبه يعرف مثلاً:
  أ - أن العرب توجز: إذا شكرت أو اعتذرت.
  ب - أن العرب تطنب(١) إذا مدحت.
  ج - أن الجملة الفعلية تأتي لإفادة التجدّد.
  د - وأن الجملة الاسمية تأتي لإفادة الثبات بمقتضى المقام.
  فمتى وضع المتكلم نُصب عينيه تلك القواعد وأشباهها لم يحد عن أساليبهم، ونهج تراكيبهم، وجاء كلامه مطابقاً لمقتضى الحال التي هو فيها: فالشكر حال يقتضي الإيجاز، وإيراد الكلام على هذه الصورة مُطابَقَةٌ لمقتضى الحال.
  وفائدة هذا العلم الوقوف على أسرار البلاغة والفصاحة في المنثور والمنظوم من كلام المتقدمين ومَنْ أتَوْا بعدهم، فنحتذي حذوه، وننسج على منواله.
  وأول من دوّن قواعد علم المعاني هو الإمام عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة ٤٧١ هجرية.
  هو الذي هذب مسائله، وأوضح قواعده وإن كان الأئمة قبله قد وضعوا نتفاً منها إلا أنهم لم يوفقوا إلى مثل ما وفق إليه ذلك العالم العظيم.
(١) الإطناب: الإطالة.