اسمية
الجملة الاسمية والفعلية
  مما تمس الحاجة إلى معرفته الفرقُ بين الجملة الاسمية والجملة والفعلية في الاستعمال، لدقة الصنع فيه، فكثيراً ما كانت مزلقاً لذوي الفصاحة والبيان، فأخطأوا في استعمالهما على الوجه الصحيح، وبيان ذلك أن الجملة قسمان:
اسمية
  وتفيد بحسب وضعها ثبوت الحكم فقط، بلا نظر إلى تجدد ولا استمرار.
  فإذا قلنا: الأرض متحركة - الشمس ثابتة، نفهم من الجملة الأولى ثبوت الحركة للأرض، ومن الجملة الثانية الثبات للشمس، دون ملاحظة تجدد ذلك ولا حدوثه.
  ولكن قد تحيط بها قرائن أخرى تُستفاد من سياق الكلام، كأن يكون في معرض مدح أو ذم أو حكمة، أو غير ذلك، فتفيد الدوام والاستمرار.
  كقول الله تعالى لنبيه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}[القلم] فسياق الكلام في مَعْرِض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت.
فعلية
  وتدل بأصل وضعها على التجدّد في زمن معين مع الاختصار كقول الشاعر:
  أشرقت الشمس وقد ... وَلى الظلام هاربا
  فلا يُستفاد من ذلك سوى ثبوت الإشراق للشمس، وذهاب الظلام في الزمن الماضي.
  وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التجدّدِي شيئاً فشيئاً بمعونة القرائن إذا كان الفعل مضارعاً، كقول المتنبي:
  تُدَبَّرُ شَرْقَ الأرضِ والغَرْبَ كَفَّهُ ... ولَيسَ لها يوماً عن الجُودِ شاغل
  إذ قرينة المدح تدل على أن تدبير الممالك دَيْدَنُهُ وحَالُهُ المستمرة التي لا يحيد عنها.