أنواعه وطرق إلقائه
  الشرح:
  من مزايا لغتنا العربية دقة التعبير، واختلاف الأساليب باختلاف المقاصد والأغراض، فمن الخطأ البسط والإطناب إذا لم تكن الحاجة ماسة إليه، والإيجاز حيث تُطلب الزيادة للإيضاح، فيجب أن يكون الكلام بمقدار الحاجة حسب ما يقتضيه إيجازاً وبَسْطاً.
  وفي توجيه الكلام للمخاطب ثلاث طرق:
  أ - إذا كان مخاطبك يجهل الخبر الذي تريد إخباره به، فعندئذٍ يُلقى إليه الكلام خالياً من أدوات التوكيد، كما ترى في المثل الأول، ويسمى هذا النوع «ابتدائياً».
  ب - وإذا رأيت أنه شاك في الخبر، وله اشتياق إلى معرفته والوقوف على حقيقته، عند ذلك يحسن أن تقوّي قولك بمؤكد واحد، كما ترى في المثل الثاني الذي أكد الخبر فيه (بإن) التي هي حرف توكيد، ويسمى هذا النوع «طَلَبيَّا».
  ج - وإذا وجدت مخاطبك منكراً للخبر أو مستغرباً إياه، عند ذلك يجب عليك أن تؤكد له الكلام بقدر إنكاره قوة وضعفاً، فتأتي بمؤكدين أو أكثر بحسب درجة الإنكار، كما ترى في المثل الثالث، فقد أكد الخبر بمؤكدين وهما (إن و قد) ويسمى هذا النوع «إنكاريا».
  القاعدة:
  لنا في توجيه الكلام إلى المخاطب ثلاث حالات:
  أ - أن يكون المخاطب خالي الذهن من الخبر، وفي هذه الحال يلقى إليه الخبر خالياً من أدوات التأكيد، ويسمى هذا النوع «ابتدائياً».
  ب - وأن يكون متردداً فيه متشوقاً إلى معرفته وفي هذه الحال يحسن توكيد الخبر بمؤكد واحد، ويسمى هذا النوع «طَلَبيَّا».
  ج - وأن يكون منكراً له، وفي هذه الحال يجب توكيده بقدر إنكاره قوة وضعفاً بمؤكدين أو أكثر ويسمى هذا النوع «إنكاريا».
  وأشهر أدوات التوكيد: إِنَّ - أَنَّ - لامُ الابتداء - نُونا التَّوْكِيدِ - القَسَمُ - أَحْرُفُ التَّنْبِيهِ - أَحْرُفُ الزِّيَادَةِ - قَدْ - أَمَّا الشَّرْطِيَّةُ.