معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

ما هو الإنشاء (الكلام الإنشائي)؟

صفحة 39 - الجزء 1

الإنشاء

  أمثلة لشرح الإنشاء:

  قال البارودي:

  ولا تَلْتَمِسُ نَيْلَ المُنَى من خَليقةٍ ... فَتَجْنِي ثَمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ البُخْلِ

  وقال أحد الحكماء يُوصِي وَلَدَه:

  ألن جانِبَكَ لِقَوْمِكَ يُحِبُّوكَ، وتواضع لهمْ يَرْفَعُوكَ، وَابْسُطُ لهمْ وَجْهَكَ يُطِيعُوك.

ما هو الإنشاء (الكلام الإنشائي)؟

  تأمل الشطر الأول في المثال الأول تجد أن البارودي لا يُعلمنا عن وقوع شيء، وإنما ينهانا عن أن نلتمس من الناس ما نريده، لما يتصفون به من إمساك وبخل، وهذا كلام لا يصح أن يقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب لأنه لا يعلمنا فيه عن حصول شيء.

  في المثال الثاني يأمر الحكيم ولده: بلين الجانب، والتواضع، وبسط الوجه للناس.

  وهذا كلام لا يصح أن يقال لقائله: أنه صادق فيه أو كاذب، إذ أنه لا يعلمنا فيه عن وقوع شيء أو عدم وقوعه، وإنما هو أمر للتوجيه والإرشاد.

  وكل كلام لا يصح لقائله أن يقال له: إنه صادق فيه، أو كاذب يسمى إنشاء.

  القاعدة:

  يَنْقَسِمُ الكَلامُ إلى قِسْمَيْن:

  خَبَر: وَهُوَ ما يَحْتَمِلُ الصَّدْقَ أَوِ الْكَذِبَ، فإنْ كانَ مُطابِقاً لِلْواقِعِ كَانَ قائِلُهُ صادِقاً، وإِنْ كانَ غَيْرَ مُطَابِقٍ كَانَ قائِلُهُ كَاذِبَاً.

  وَإِنْشَاء: وَهُوَ ما لا يَصِحُ أَنْ يُقَالَ لقائِلِهِ إِنَّهُ صادِقٌ فيه أو كاذِبٌ.