معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

التمني

صفحة 57 - الجزء 1

التمني

  أمثلة للشرح أولاً:

  أ - قال أبو العتاهية:

  ألا لَيْتَ الشّبابَ يَعُودُ يوماً ... فأُخبِرَهُ بما فَعَلَ المَشِيبُ

  ب - وقال ابن الرومي في شهر رَمَضَانَ:

  فَلَيْتَ اللَّيْلَ فِيهِ كَانَ شَهْراً ... ومَرَّ نهارُهُ مَرَّ السَّحابِ

  ج - تأنَّ ولا تَعْجَلْ بلومك صاحباً ... لعل له عُذراً وأنت تلوم

  عَسَى اللَّهُ أنْ يُجْرِي المودَّة بَيْنَنا ... ويُوصِلَ حَبْلاً مِنْكُمُو بِحِباليا

  د - قال الله سبحانه وتعالى: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ٧٩}⁣[القصص].

  الشرح:

  تأمل المثلين الأولين تجد أن المطلوب فيهما أمور محبوبة يستحيل وقوعها، وذلك بتمني عودة الشباب، وتمني أن يكون الليل في رمضان شهراً، ومرور نهاره مر السحاب، هرباً من الجوع والعطش في نهاره، وهي أمور يستحيل حصولها، وهذا ما يسمى: بالتمني.

  وإذا تأملت المثلين الثالث والرابع وجدت أن الأمر المتمنّى فيهما ممكن وقوعه، فالشاعر في المثل الثالث ينصح مخاطبه بألا يتعجل بلوم صاحبه، ويرجو أن يكون له عذر فيما بدر منه، كما يرجو من الله ويتمنى عليه.

  في المثل الرابع أن يجري المودة بينه وبين صديقه بعد انقطاعها، فالمطلوب المحبوب فيهما إذاً ممكن حصوله، ويسمى هذا التمني «ترجياً» ويعبر فيه بلعل وعسى كما رأيت، وقد تستعمل فيه ليت، كما في قول المتنبي: