القصر طرقه وطرفاه
القصر طرقه وطرفاه
  أمثلة للشرح:
  أ - ما فاز إلا سميح.
  ب - إنما الحياة تعب.
  ج - ما سَافَرَ سالم بَلْ ما جِدٌ.
  د - سامحاً كَلَّمْتُ.
  الشرح:
  لاحظ هذه الأمثلة تجد أن كلاً منها يتضمن تخصيص أمر بآخر، فالمثل الأول يثبت الفوز لسميح، ويخصصه به دون من سواه والمثل الثاني يفيد تخصيص الحياة بالتعب، بمعنى أن الحياة وقف على التعب، لا تفارقه إلى الراحة.
  وإذا أردت أن تعرف منشأ هذا التخصيص، خذ المثل الأول واحذف منه أداتي (النفي وإلا) نجد أن هذا التخصيص قد زال منه فيكون المثل هكذا: «فاز سميح» إذن النفي والاستثناء هما وسيلة التخصيص فيه. وتستطيع بعد ذلك أن تعرف من هذه الأمثلة أن وسائل التخصيص فيها هي: ما وإلا وبَلْ وتقديم ما حقه التأخير، كما ترى في المثل الأخير (سامحاً كلمتُ) إذ قدّم المفعول به على الفعل. ويسمي علماء المعاني التخصيص المستفاد من هذه الوسائل (بالقصر) ويسمون الوسائل نفسها (طُرُقَ القَصْر).
  عُدْ بنظرِكَ إلى المثل الأول تجد أن المتكلم فيه يقصر الفوز على سميح، فالفوز مقصور، مقصور عليه، ويسمى المقصور والمقصور عليه (طَرفي القَصْر). ولما كان الفوز صفة من الصفات، وسميح هو الموصوف بهذه الصفة كان القصر في هذا المثال (قصر صفة على موصوف). ولما كانت الحياة في المثل الثاني موصوفة والتعب صفة لها، كان القصر في هذا المثال (قَصْرَ موصوف على صفة) بمعنى أن الموصوف لا يفارقُ صفة التعب إلى صفة الراحة.