معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

مواضع الفصل

صفحة 71 - الجزء 1

  الشرح:

  تأمل الأمثلة الثلاثة الأولى تجد أن بين الجملة الأولى والثانية في المثل الأول اتحاداً تاماً وامتزاجاً معنوياً، فالجملة الثانية «ليس للدنيا ثبوت» هي بمعنى الجملة الأولى، وجاءت توكيداً لها.

  وأن الجملة الثانية «أعطيته كساء» في المثل الثاني هي جزء من معنى الجملة الأولى، فهي بدل منها.

  وأن الجملة الثانية «قلتُ له: لا تُسيء إلى أحد في المثل الثالث أنت لإيضاح الكلام في الجملة الأولى، فهي بيان لها.

  وتلاحظ في هذه الأمثلة الثلاثة أن الجملة الثانية في كل منها مفصولة عن الأولى، والسبب في ذلك ما بينهما من تمام التآلف وكمال الاتحاد كما رأيت، ولذا يقال إن بين الجملتين كما الاتصال.

  ثم تأمل الجملتين: الرابعة والخامسة تجد الجملة الأولى في المثل الرابع خبرية والثانية إنشائية، فهما مختلفتان خبراً وإنشاء وتجد في المثل الخامس أنه لا مناسبة مطلقاً بين الجملتين إذ لا رابطة في المعنى بين كتابة علي وتحليق الطائرة في الجو، وتلاحظ أن الجملة الثانية في كل من المثالين مفصولةٌ عن الأولى، ولا سبب لذلك إلا لشدة التباعد، وكمال التباين بينهما، ويقال في مثل هذا الموضع إن بين الجملتين كمال الانقطاع.

  وتلاحظ في المثل السادس أن الجملة الثانية أتت جواباً عن الجملة الأولى، فكأنه أُلقي إلى المتكلم سؤال، وقيل له: لِمَ كان السيفُ أصدق أخباراً؟ فأجاب بقوله: في حده الحد ... ، ولذلك فصل بين الجملتين، ولا سبب للفصل سوى قوة الرابطة بينهما، فالجواب شديد الارتباط والاتصال بالسؤال ويقال: إن بين الجملتين هنا شبه كمال الاتصال.

  القاعدة:

  يجب أن يوصل بين الجملتين بالواو في المواضع التالية:

  أ - إذا اشتركت الجملتان في الإعراب.

  ب - إذا اتفقتا خَبَراً وإنشاء، مع وجود المناسبة بينهما، وعدم المانع من الفصل.