معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

الإطناب

صفحة 78 - الجزء 1

  فإن لم تكن الزيادة لفائدة سمّي «تطويلاً» إن لم تتعين الزيادة، كقول مروان بن. حفصة:

  سَقَى الله نَجْداً، والسّلامُ على نَجْدٍ ... ويا حبَّذا نَجْدٌ على الناي والبُعْدِ

  فالنأي والبعد واحد، ولا يتعيّن أحدهما للزيادة.

  وسمّي «حَشْواً» إن تعينت الزيادة، كقول أبي العيال:

  ذكَرْتُ أخي فعاوَدَنِي ... صُداع الرأس والوصب

  فَذِكْرُ الرأس مع الصُّداع حَشْرٌ، لأنه لا يكون في غيره من الأعضاء.

أقسام الإطناب

  أمثلة للشرح:

  أ - اجتهدوا في دروسكم واللغة العربية.

  ب - أكَلْنا عِنباً وَتُفَّاحاً وفاكهة.

  ج - أمدَّكُمْ بما تَعْلَمُونَ، أَمدَّكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ.

  د - وإنَّ امْرَاً دَامَتْ مَواثِيقُ عَهْدِهِ ... على مِثْلِ هذا إِنَّهُ لَكَرِيمُ

  هـ {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٤}⁣[التكاثر].

  و - صَبَّ الْجُنودُ (مُعْتَدِينَ) وابلاً مِنَ الرَّصَاصِ عَلَى سُكَّانِ بَعْضِ الْقُرَى.

  ز - وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقا.

  ح - إِنَّكَ - بَارَكَ اللهُ فيكَ - تُعِينُ على نَوَائِبِ الدَّهْرِ.

  الشرح:

  إذا تأملت هذه الأمثلة وجدت أن طرق الإطناب فيها مختلفة، فطريقه في المثل الأول «ذكر الخاص بعد العام» إذ القائل أمر بالاجتهاد في مختلف الدروس، ثم خص اللغة العربية بالذكر، والفائدة من الزيادة بذكرها هي تعظيمها، وبيان أهميتها، والتنويه بشأنها، وهذا الطريق في الإطناب يسمى «ذكر الخاص بعد العام».

  وتلاحظ في المثل الثاني أن المتكلم أكل عنباً وتفاحاً، وفاكهة، ومعلوم أن الفاكهة تشمل أنواعاً عامة كثيرة منها العنب والتفاح المذكوران في المثل، والقصد، في زيادة كلمة «وفاكهة» إفادة العموم والشمول مع العناية بالخاص وهو «العنب والتفاح» للتصريح بذكره مرتين: مرةً