أغراضه
أغراضه
  أمثلة للشرح:
  أ - دَنَوْتَ تَواضُعاً وَعَلَوْتَ مَجْداً ... فَشَأناكَ انْحِدارٌ وَارْتِفاعُ
  كذاك الشمسُ تَبْعُدُ أَنْ تُسامَى ... وَيَدْنُو الضَّوْءُ مِنْها والشعاعُ
  ب - كأنك شمس والملوك كواكِبٌ ... إِذَا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهُنَّ كَوْكَبٌ
  ج - فيها أثنانِ وَأَرْبَعُونَ حَلُوبَةً ... سُوداً كخافية(١) الغُرَابِ الأَسْحَم(٢)
  د - إن القلوب إذا تنافر وُدُّها ... مِثْلُ الزُّجاجة كَسْرُها لا يُجْبَرُ
  هـ - أَنْظُرْ إِلَيهِ كَزَوْرَقٍ من فِضَّةٍ ... قَد أَثْقَلَتْهُ حُمولَةٌ من عَنْبَرِ
  و - وإذا أشار محدثاً فكأنه ... قردٌ يُقَهْقِهُ أَوْ عجوز تَلْطِمُ
  الشرح:
  إنك إذا تأملت جميع الأمثلة وجدت أن الغرض من التشبيه فيها هو الإيضاح والبيان، ففي بيتي المثل (أ) أثبت الشاعر لمن يمدحه صفتين متناقضتين هما: القرب والبعد، ولما كان ذلك غير ممكن حسب العُرف والعادة، أراد الشاعر بأسلوب بلاغي أن يبين ويوضح أن ذلك ممكن، وأنه ليس في الأمر تناقض ولا غرابة فقال: إن حال ممدوحه كحال الشمس، بعيدة كل البعد عنا، ولكنَّ ضَوْءَها قريب جداً منا، وهذا النوع من التشبيه يسمى «بيان إمكان المشبه».
  وفي التشبيه (ب) يبين الشاعر عِظَمَ حالِ، ممدوحه، وصِغَرَ حال الملوكِ الآخرين إذا قيسوا به، والغرض من هذا التشبيه «بيانُ الحال».
  وفي المثل (ج) شبه الشاعر النوق السّود بخافية الغراب بياناً لمقدار سوادها، وهذا من أغراض التشبيه أيضاً ويسمى «بَيانَ مِقْدارِ حَالِهِ».
  وفي المثل (د) يقول الشاعر: إن القلوب إذا تنافرت بعد صفاء، واختلفت بعد وفاق،
(١) الخوافي جمع خافية: ريشات في جناح الطائر، تخفى إذا. جناحيه.
(٢) الأسحم: الشديد السواد.