معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

الاستعارة التمثيلية

صفحة 110 - الجزء 1

الاستعارة التمثيلية

  أمثلة للشرح:

  أ - ما كُل ما يتمنى المرء يُدْرِكُهُ ... تأتي الرياح بما لا تَشْتَهِي السفن

  (لمن أمل شيئاً ولم يُوفّق فيه)

  ب - أنتَ تَيْني على غير أساس.

  (لمن يحفظ من غير فهم)

  الشرح:

  الشاعر في المثل (أ) يشبه حال من أمل شيئاً فلم يحصل على أمله، بحال السفينة التي ترجى لها ريح تساعدها على اتجاهها، فإذا بالريح تأتي معاكسة لها، بجامع عدم تحقيق المنتظر ووقوع ما يرغب فيه في كل، وتلاحظ أنه قد استعار التعبير الدال على حالة المشبه به، للمشبه.

  وفي المثل (ب) شبه حال من يحفظ بلا فهم، بحال من يبني على غير أساس بجامع عدم الانتفاع والتعرّض للزوال في كل، ثم تلاحظ أنه استعار التعبير الدال على المشبه به، للمشبه.

  فيتضح لك من المثالين السابقين أن كلاً منهما قد استعمل في غير معناه الحقيقي، وأن العلاقة بين معناه المجازي ومعناه الحقيقي هي المشابهة وكل تركيب من هذا النوع يسمّى «استعارة تمثيلية».

  القاعدة:

  الاستعارة التمثيلية هي تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي. وأمثلتها تؤخذ من أمثال العرب إذا كان في حياتنا ما ينطبق على المناسبة التي قيل فيها المثال العربي القديم.