التورية
التورية
  أمثلة للشرح:
  أ - لُجَيْنُ عَيْني كم جَرَى ... لِطِيب عيش ذهبا
  ب - لِلَّهِ يَوْمٌ فِي دِمَشْقَ قَطَعْتُهُ ... حَلَفَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ لا يَغْلَطُ
  الطير تقرأ والغَدِير صحيفة ... والريحُ تكتُبُ والسَّحابُ يُنقطُ
  الشرح:
  تلاحظ أن لكلمة «ذَهَبا» في المثال (أ) معنيين: الأول هو معدن الذهب المعروف «وهو المعنى القريب» الذي يتبادر إلى الذهن بسبب التمهيد له بكلمة اللجين «الفضة» وهذا المعنى ليس مراداً، والثاني ذهب فعل ماض بمعنى مضى «وهو البعيد المراد» الذي أراد الشاعر إخفاءه، فورى عنه وستره بالمعنى القريب. المثل (ب) أن لكلمة «يُنقط» معنيين: الأول هو تساقط قطرات الماء «وهو المعنى القريب» وقد مهد له بكلمة الغدير، والثاني هو وضع النقط على الحروف «وهو المعنى البعيد» الذي قصده الشاعر واحتال في إخفائه. فيتضح لنا من ذلك أن كل لفظ له معنيان: معنى قريب ظاهر: وهو غير مراد، ومعنى بعيد، وهو المراد بالإفادة، يسمى «تَوْرِيةً». وهذا الفنّ مَهَرَ فيه شعراء مصر والشام في القرن السابع والثامن الهجري، وأتوا فيه بالبديع الرائع الذي يدل على نقاء الذهن وصفاء الطبع، والقدرة على التفنن بطرق التعبير، وأساليب الكلام.
  القاعدة:
  التورية هي أن يذكر المتكلم كلمة لها معنيان:
  أ - مَعْنَى قَرِيبٌ غَيْرُ مَقْصُودٍ.
  ب - وَمَعْنًى بَعِيدٌ وَهُوَ الْمَقْصُودُ.