تمارين تطبيقية
  كلم(١)، ولا أريق لهم دَم، فلو أن رجُلاً مُسْلماً مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً، ما كان به ملُوماً، بل كان عِنْدِي جديراً.
  فواعجَباً مِنْ جِد هؤلاء في باطِلِهِمْ، وفَشَلِكُمْ عن حقكُم. فَقُبْحاً لَكُمْ حِين صِرْتُم غَرَضاً يُرْمَى(٢)، يُغَارُ عَلَيْكُمْ ولا تُغِيرُون، وتُغْزَوْن وَلا تغزونَ، ويُعصى الله وترْضَوْنَ(٣).
  فانظر كيف تدرج علي بن أبي طالب في إثارة شعور سامعيه حتى وصل إلى القمة فإنه أخبرهم بغزو الأنبار أولاً، ثم بقتل عامله، وأنَّ ذلك لم يكفِ سُفيان بن عوف فأغمد سيوفه في نحور كثير من رجالهم وأهليهم.
  ثم توجه في الفقرة الثانية إلى مكان الحميَّةِ فيهم، ومثار العزيمة والنخوة من نفس كل عربي كريم، ألا وهو المرأة، فإنّ العرب تبذل أرواحها رخيصة في الذود(٤) عنها، والدفاع عن خدرها(٥). فقال: إنهم استباحوا حماها، وانصرفوا آمنين.
  وفي الفقرة الثالثة أظهر الدَّهَسَ والحَيْرَة من تمسك أعدائه بالباطل ومناصرته، وفشل قومه عن الحق وخذلانه. ثم بلغ الغيظ منه مبلغه فَعيَّرهم بالجبن والخور.
تمارين تطبيقية
  ١ - أشر إلى الكلمات غير الفصيحة في ما يلي وعلل.
  - قال أمرؤ القيس:
  ربَّ جَفْنَةٍ(٦) مُثعَنْجِرَة(٧)، وَطَعَسنَةٍ مُسْحَنْفِرَة(٨)، تبقى غداً بأنقرة(٩).
(١) الكلم: بالفتح، الجرح.
(٢) الغرض ما ينصب ليرمى بالسهام ونحوها.
(٣) يشير بالعصيان إلى ما كان يفعله جيش معاوية من السلب والنهب، والقتل في المسلمين، والمعاهدين، أما رضا أهل العراق بهذا العصيان فكناية عن قعودهم عن المدافعة، إذ لو غضبوا لَهَمُّوا إلى القتال.
(٤) الذود: الدفاع.
(٥) خدرها خباها.
(٦) جفنة: قصعة.
(٧) مثعنجرة ملأى.
(٨) مسحنفرة: متسعة.
(٩) أنقرة: اسم مدينة في تركيا.