معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

تمارين تطبيقية

صفحة 37 - الجزء 1

  وعلى أنه يعتقد أن بني عمه عزل لا سلاح معهم، فلذلك أنزل منزلة المنكرين فأكد له الخبر وخوطب خطاب المنكر، فقيل له: «إن بني عمك فيهم رماح».

  المثال الخامس: تر أن الله سبحانه يخاطب المنكرين الذين يجحدون وحدانيته، ولكنه ألقى إليهم الخبر خالياً من التوكيد كما يلقى لغير المنكرين فقال: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} فما وجه ذلك؟

  الوجه أن بين أيدي هؤلاء من البراهين الساطعة والحجج القاطعة ما لو تأملوه لوجدوا فيه نهاية الإقناع، ولذلك لم يقم الله لهذا الإنكار وزناً ولم يعتد به في توجيه الخطاب إليهم.

  المثال الأخير: فإن لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأمله لارتدع عن إنكاره، ولذلك ألقي إليه الخبر خالياً من التوكيد.

  القاعدة:

  إذَا أُلقي الْخَبَرُ خالياً من التَّوْكِيدِ لِخَالي الذهن، ومُؤكِّداً اسْتِحْساناً للسائل المُتَرَدِّدِ، ومُؤكَّداً وُجُوباً لِلْمُنكِر، كان ذلك الخبرُ جارياً عَلَى مُقْتَضَى الظَّاهِر. وقد يَجْرِي الخَبَرُ عَلَى خلاف ما يقتضيهِ الظَّاهِرُ لاعتبارات يلحظها المتكلم ومن ذلك ما يأتي:

  ١ - أَنْ يُنَزِّلَ خالِي الذَّهَن مَنْزلَةَ السائل المُتَرَدُدِ إِذَا تَقَدَّمَ في الكلام ما يُشِيرُ إلى حُكْمَ الخبر.

  ٢ - أَن يُجْعَلَ غَيْرُ الْمُنكَرِ كَالْمُنكِر لظهور أمارات الإنكار عَلَيْهِ.

  ٣ - أَنْ يُجْعَلَ الْمُنْكِرُ كَغَيْرِ المنكر إنْ كانَ لدَيْهِ دَلائلُ وشَوَاهِدُ لَوْ تَأَمَّلَهَا لَارْتَدَعَ عَنْ إنكاره.

تمارين تطبيقية

  ١ - بين وجه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر فيما يأتي:

  ١ - قال تعالى: {النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١}⁣[الحج].

  ب - إنَّ برَّ الْوَالِدَيْن لواجب (يُقال لمن لا يطيع والديه).