هل
  يعين له ذلك المفرد، ولذلك يكون جوابه بالتعيين، فيقال: «سعيد» مثلاً. وهكذا تلاحظ في أمثلة الطائفة الأولى.
  وتلاحظ أيضاً أن المفرد المسؤول عنه في أمثلة هذه الطائفة يأتي دائماً بعد الهمزة مباشرة، سواء أكان مسنداً إليه أم مسنداً، أم مفعولاً به، أم حالاً، أم ظرفاً، كما ترى في الأمثلة على هذا الترتيب.
  في أمثلة القسم الثاني تجد الحال مختلفاً عن الطائفة الأولى، فإن المتكلم فيها متردد بين ثبوت النسبة ونفيها، فهو يجهلها، ولذلك يسأل عنها، ويريد معرفتها.
  ففي المثل الأول تجده متردداً بين ثبوت فهم الدرس وعدمه، ولذلك فهو يطلب معرفة هذه النسبة، ويكون الجواب: بنعم، إن أريد الإثبات وبلا، إن أريد النفي. وتلاحظ في هذه الأمثلة أنه لا يوجد للمسؤول عنه، وهو النسبة معادل، بخلاف الطائفة الأولى.
  فيتضح مما تقدم أن للهمزة استعمالين، فتارة يطلب بها معرفة مفرد، يطلب بها معرفة نسبة، وتسمى معرفة المفرد «تَصَوّراً» ومعرفةُ النِّسْبَةِ تَصْدِيقاً».
هل
  أمثلة للشرح:
  هَلْ يُحِسُّ الجمادُ؟
  هَلِ الْخِلُ الوَفِيُّ موجود؟
  هَلْ قَدِمَ عَزِيزٌ من السَّفَرِ؟
  الشرح:
  لاحظ جمل الاستفهام بِهَلْ في هذه الأمثلة تجد أن المستفهم في كل منها، لا يتردد في معرفة مفرد من المفردات، ولكنه متردد في معرفة النسبة، فلا يدري أمثبتة هي أم منفية، ولذلك يسأل عنها، ويجاب بنعم إن أريد الإثبات، وبلا إن أريد النفي، ويمتنع معها ذكر المعادل، فلا يصح أن تقول: هل يحس الحيوان أم لا يُحِس؟ وهكذا ...
  فيتبين لك مما تقدم أن الاستفهام بهل يُطلب به معرفة النسبة ليس غير، ولا تكون إلا لطلب التصديق، ويمتنع معها ذكر المعادل.