معين الطالب في علوم البلاغة،

محمد أمين الضناوي (معاصر)

الإيجاز

صفحة 74 - الجزء 1

الإيجاز والمساواة والإطناب

الإيجاز

  أمثلة للشرح:

  أولاً: أ - جاء في القرآن الكريم:

  {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩}⁣[الأعراف].

  ب - وقال النبي محمد : «المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء».

  ج - وقال السموأل: وإن هو لم يَحْمِلْ على النفسِ ضَيْمَها فليسَ إِلَى حُسْنِ الثَّنَاءِ سَبِيلُ.

  ثانياً: د - قال أمْرُو القَيْس:

  فقلت يمين الله أَبْرَحُ قاعداً ... وَلَوْ قَطَّعوا رأسي لَدَيْكَ وأوصالي

  هـ - وجاء في القرآن الكريم: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}.

  و - وجاء فيه أيضاً: {فَأَرْسِلُونِ ٤٥ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}.

  الشرح:

  تأمل الأمثلة الثلاثة الأولى تجد كُلاً منها على قلته قد جمع معاني كثيرة، فالمثل الأول قد جمعت فيه مكارم الأخلاق، وعالي الصفات، وانطوى فيه كل جليل ورقيق، إذ في العفو الصفح عمن أساء، وفي الأمر بالمعروف، حسن المعاملة، ومنع اللسان عن الكذب، وغض الطرف عن المحارم الخ ...

  وقد جمع المثل الثاني من المعاني الطبية الشيء الكثير، كيف لا؟ وهو دستور الطب قديماً وحديثاً وأما المثل الثالث فقد اشتمل قول السموأل على حميد الصفات من سماحة وشجاعة وتواضع وحلم وصبر واحتمال للمكاره، إذ كلُّ هذه تضيم النفس لما يحصل في تحملها من المشقة والعناء.