حرز الإيمان وفضله وخاصة ليلة أو يوم الجمعة
  بحار ملكوتك عميقات مذاهب التفكير، وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلة الاستكانة لك لعزتك، وانقاد كل شيء لعظمتك، واستسلم كل شيء لقدرتك، وخضعت لك الرقاب، وكل دون ذلك تحبير اللغات، وضل هنالك التدبيرفي تصاريف "١" الصفات، فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا وعقله مبهوتا "٢" وتفكره متحيرا أسيرا. اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما متواليا متواترا متسقا "٣" مستوثقا يدوم ويتضاعف ولا يبيد، غير مفقود في الملكوت، ولا مطموس في العالم، ولا منتقص في العرفان، فلك الحمد على مكارمك التي لا تحصى، في الليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر، وفي البر "٤" والبحار، والغدو والآصال، والعشي والإبكار، والظهيرة والأسحار، وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار. اللهم بتوفيقك قد أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولاية العصمة، فلم أبرح منك في سبوغ نعمائك، وتتابع آلائك، محروسا لك في الرد والامتناع، محفوظا لك في المنعة والدفاع عني، ولم تكلفني فوق طاقتي ولم ترض عني إلا طاعتي فإنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة، ولا تخفى عليك خافية، ولن تضل
(١) تضاعيف.
(٢) مبهورا.
(٣) متسعا خل.
(٤) البراري.