مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # إلى أهل صنعاء

صفحة 109 - الجزء 1

  

  الحمد لله الذي جعل أهل البيت المطهرين نجوماً لهذه الأمة المرحومة يهتدى بهم في ظلمات الفتن والضلال، ورجوماً للشياطين من المتمردين العتاه ممن تاه في بيداء الوبال والخبال، والصلاة والسلام على خير داعٍ إلى الرشاد، محمد وآله الذين هم لن يزالوا يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر إلى يوم التناد.

  أما بعد ... فرسالتنا هذه إلى كافة من سكن بصنعاء اليمن من علمائها وعقالها وكبارها وصغارها، إعلاماً لهم وإن كانوا يعلمون أنكم تطوقتم بطاعتنا كطوق الحمامة، ودخلتم في طاعتنا طائعين غير مكرهين كما افترضه الله عليكم وعقولكم في صحة وسلامة، وقنعنا منكم بفعل المستطاع من الإنتماء والطاعة، وحفظ نفوسكم عن الدخول تحت أيدي أهل الخلاف والعناد والخلاعة، فأبيتم إلا النكوص على الأعقاب، والخروج عن دائرة الصدق إلى وخيم الخناء والكُذَّاب، وكان همنا إفراغ الوسع في صلاحكم، والجهاد الذي لستم عنه بمعذورين، للبغاة والناكثين، وعفونا عن كثير ممن يلزمكم من جملة المكلفين؛ لأن هذه المدينة مهبط أهل الإيمان ومحتد أهل البر والإحسان، وكنتم في يسر وأمان وحسن حال وصلاح شأن، فما أشبه حالكم بحال من وصف الله شأنهم في القرآن {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ١١٢}⁣[النحل] ونحن لا نسأم عن الدعاء إلى الله، والتذكير بأيام الله، فإن ترجعوا إلى الله وتداركو نفوسكم بالإياب إلى طاعتنا، واستدراك ما فات من دعوتنا، فباب المتاب مفتوح وإلا فالله بالمرصاد، ونحن بحمد الله على بصيرة من أمرنا في الإصدار والإيراد.