أما بعد ..

  فقد قرعت أسماعكم الأخبار، واتصلت بكم المسار بما أوقع الله من النقمة على الفرقة الضالة المتزندقة الملاحدة الكافرة الجاحدة، والبلاد قد واجه أكثرها وصارت إلى الحوزة الإمامية، والمملكة المتوكلية، وبقي منهم بقية في معاقل وحصون معتصمون بها عن ريب المنون، وأنتم رؤوس القبائل، وأسود الجحافل، وقواد المحامل، وأهل النصرة لأئمة الحق، من تأخر منهم ومن سبق، ولكم السوابق الحميدة، والمقامات العديدة، والمواقف الرشيدة، التي خلدت ذكركم في السير والدفاتر، وأعلنت مجدكم في المحافل والمنابر، ولكم بنا اتصال ورغبة وشفقة ومحبة، فأردنا لكم الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر في جهاد من عاند وكفر.

  وقد بلغت إجابتكم المواعيد، وبلغتكم الدعوة الهادية، فأردنا شحذ هممكم السامية، وعزائمكم العالية، فبعثنا ولدنا الأغر الظنين، قرة العين اليمين، الطاهر الكريم، البر الحميم، صفي الدين أحمد⁣^(⁣١) بن المتوكل على العزيز الرحيم لتقوية عزائمكم القوية، وإثارة حميتكم العربية، ومن المعلوم لدينا أنكم أعظم شفقة ورأفة على ذرية النبي الأمين، وأولاده الأئمة الهادين، وأنكم ستجعلون وصوله وتبلغونه مأموله وترفعون قدره، وتشيدون ذكره، وتجتهدون في النفير الذي يملأ البقاع، ويضيق الأصقاع، ويغيض الأعداء ويسر الأودَّاء ويحيي الهم، ويكشف الغم، ويقوم به

(١) هوالسيد العلامة سيف الإسلام أحمد بن الإمام، وهو أكبر أولاده، وكان مولده سنة ١٢٧٨ هـ، وعاش حياة علمية جهادية عظيمة، شارك الأئمة في دعوتهم وجهادهم، وقد ذكرت له ترجمة كاملة مع ذكر أحفاده في بحثنا تراجم آل المتوكل مخطوط بمكتبتنا.