مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام # إلى قبائل حاشد

صفحة 115 - الجزء 1

  عزكم، ويرتفع به ذكركم، ويعلو به شرفكم، ويحيى به ما أسسه سلفكم، وما أرسلنا ثمرة الفؤاد، وفلذ الأكباد، إلا ثقةً منا بمحبتكم وتيقنا لأكيد رغبتكم وأنكم لا تهملوا أملنا فيكم، ولا تخيبوا ظننا في تلقيه بالقبول، وإسعافه بالمأمول، ولا تقصروا عن صنيع رجال أرحب فإنهم فعلوا فعل الكرام، وأعزوا وصول ولدنا عز الإسلام، وبلغ بهم المرام، وأنتم أكثر عدداً وأوسع بلداً، وأعظم في المودة، وأشد في المدَّة، وممن يدعى للمهمات، ويرجى للمعضلات.

  ولا غنا بكم عن فضل الله ورحمته وثوابه وجنته وإحسانه ونعمته فإن جهاد هؤلاء الكفرة نعمة يختص الله بها من عباده الأخيار، ويرغب فيها من رغب في جنة تجري من تحتها الأنهار، وخاف عذاب النار، وطلب رضى الواحد القهار، ومع هذا فهو باب معاش كبير، وتأثيل مجد خطير وتجديد دولة الحق المبين، وصلاح الإسلام والمسلمين، وقد قال نبينا وجدنا سيد المرسلين «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» وأنتم أهل الشدة والوقائع السابقات، والصبر في المواطن الكبيرة، الجمائل الواضحة المنيرة، ونحن نثق بإجابتكم ونشاطتكم في هذا الشأن، وسبقكم إلى هذا الميدان، الذي هو غاية الإحسان، وإن شاء الله رجانا فيكم لا يخيب، وكل مخلوقٍ له في رحمة الله نصيب، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٠٨}⁣[يوسف] {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ١٢٩}⁣[التوبة] ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله المطهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.