مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة مولانا الإمام # إلى الكافة يدعوهم إلى جهاد الباطنية وهي رسالة عظيمة

صفحة 119 - الجزء 1

  

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٩}⁣[التوبة].

  وبعد حمد الله الذي خلق العباد لطاعته، وأرشدهم إلى اتباع أمره بدلالته، فقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ٥٧ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ٥٨}⁣[الذاريات] والصلاة والسلام على رسوله الذي أجهد النفس في جهاد من عاند الشرائع، وأنكر الصانع، وجحد التوحيد، وأنكر الوعد والوعيد، وعلى آله الذين نصبوا راية الجهاد لمن عاند رب العباد، وأعملوا للهاذم الحداد، وأعدوا العدة والعتاد.

  أما بعد ... يا أمة الصلاة وأهل الدين التقاة مالكم عن التذكرة معرضين، وعن أمر الله معوجين، لا ينفع فيكم وعظ الواعظين، ولا تذكير المذكرين، ولا أعددتم جواباً لسؤال رب الأرباب عن دينكم القويم، وصراطكم المستقيم، ولا نفعت فيكم العبر، ولا نجعت فيكم الموقضات وإنزال الضرر، وقد رأيتم البلايا، وشاهدتم الرزايا، وابتليتم بنقص الثمرات، وفساد الأقوات، ومحو البركات، فما ارتدعتم ولا انقطعتم ولا أنبتم، ولا وجلت قلوبكم، ولا نقصت ذنوبكم.

  قامت حجة الله علينا، وسمعنا ما أنزل إلينا، فما وجدنا فسحة في إرخاء العنان، لأهل الكفر والعدوان، وتركهم يفسدون خير الأديان، ويلقون شنشنة الكفر والعصيان، وقد أنسوا من المسلمين الإنخداع إلى بُهتانهم، والإسراع إلى طغيانهم،