رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي
  وقوله: قدوس هذا هو التمكين، هو على طريق التهكم به، ولذا أعقبه بما يكذب دعواه وأنه لم يزل عالة على التكفف للناس في البدو والحضر حتى كأنه لم يقض له الرزق إلا من أيدي الناس من قبل ومن بعد، ولو كان كما زعم من تمكنه من تلك الأمور لكان مستغن عما في أيدي الناس بل من حقه أن يفيض عليهم من سببه وأن يتعفف عن السؤال وعيبه كما أشار إلى بيان كذب دعواه فقال:
  لله در أزالٍ زيلته فلم ... تكن له بمقامٍ آخر العمر
  نفته عنها طريداً بعد ما فتكت ... بعصبةٍ تبعته من ذوي النكر
  فلم تفده دعاويه ولا شهدت ... له بغير شفيع في المقال زري
  يقال لله در كذا يعني لله خيره، وأزال اسم لمدينة صنعاء اليمن وهي من أساميها القدمية وهي أم مدن اليمن وقاعدة ملك جباله أول من اختطها سام بن نوح بعد الغرق وهي في الإقليم الأول، عرضها وهو بعدها عن خط الاستواء أربعة عشر درجة ونصف فلذلك كانت إلى الاعتدال أقرب مخمسة الشكل في الموضع الهندسي وهو أقرب الأشكال الهندسية إلى المسدس الذي هو أعدلها مطلقاً والتكلم على خواصها ليس هذا محله، وعلى الجملة فلم يبلغ حسن ثراها، وطيب رباها، بلد من بلدان اليمن.