مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 155 - الجزء 1

  وقال في هذه الأمة {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}⁣[آل عمران: ١١٠] فبين أن سبب خيرتهم على سائر الأمم هو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومع الإيمان بالله عز وعلا، وعلى الجملة فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قواعد الدين التي عليها يقوم بنيانه، وتثبت أركانه.

  والأحاديث بذلك في كتب السنة طافحة، من ذلك ما أخرجه أحمد والترمذي والحاكم في المستدرك والضياء في المختارة وغيرهم عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ÷: «لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي فنهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله على قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، لا والذي نفسي بيده لنأطرنهم على الحق أطرا».

  وأخرج مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله ÷ يقول: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

  وأخرج أحمد ومسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ÷: «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له حواريون من أمته وأصحاب يأخذون بسنته ويقيدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة من خردل» وأخرج الترمذي وحسنه عن حذيفة بن اليمان وهو صاحب رسول الله ÷ عن النبي ÷ قال: «والذي نفسي بيده