مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 156 - الجزء 1

  لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث عليكم عذاباً من فوقكم ثم تدعون فلا يستجاب لكم» وأخرج أبو داود وابن ماجة وابن حبان من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي لا يغيرون عليه وهم يقدرون إلا أصابهم الله بعذاب منه قبل أن يموتوا» وعن أبي بكر الصديق قال: «ياأيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}⁣[المائدة: ١٠٥] وإني سمعت رسول الله ÷ يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه وشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة.

  وأخرج ابن ماجة وابن حبان في صحيحه عن عائشة أم المؤمنين قالت: دخل عليَّ رسول الله ÷ فعرفت في وجهه شيئاً فتوضأ وما كلم أحداً فلسقت بالحجرة لأستمع ما يقول فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: «أيها الناس إن الله يقول لكم مروا بالمعروف وانهو عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم فما زاد عليهن حتى نزل من منبره» وأخرج الشيخان في صحيحيهما عن زينب بنت جحش قالت: قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون!؟ قال: «نعم إذا ظهر الخبث» يعني المعاصي، وأخرج الأصبهاني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ÷: «لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن قائلها وترد عنهم العذاب مالم يستخفوا بحقها، قالوا يا رسول الله وما الاستخفاف بحقها؟ قال: يظهر العمل بالمعاصي فلا ينكرون ولا يغيرون» وأخرج الأصبهاني أيضاً عن أنس بن مالك عن رسول الله ÷ أنه قال: «أيها الناس مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله