[التحذير من النفاق وشهادة الزور وعلماء السوء]
  فلا يستجيب لكم وقبل أن تستغفروا الله فلا يغفر لكم» إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمنع رزقاً ولا يقرب أجلاً وإن الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء، والأحاديث في ذلك واسعة جداً، ومن لم ينفعه القليل لم ينتفع بالكثير، ففيما أوردناه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
  فقد علم بهذا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرأصل من أصول الدين، وفرض على كافة الموحدين، وأعظم الوجوب على العلماء الذين هم حملة الحجة فأي عذرٍ لهم عند الله ورسوله في تركهم عن الإبلاغ والكشف والإيضاح للعامة، وقد كان السكوت ممن يؤثر الدنيا على الآخرة عند إقبال الدنيا وثقته بها، فكيف وقد ولت مدبرة، وكشرت عن أنيابها، ورمت بالفقر والحاجة ذيابها، ومع ذلك فلا مخافة عليهم من الإعلان بالحق، ولا تقية فقد سلب الله الأمر كل من يحاوله فلا سبب للسكوت إلا الجهل والتجاهل، وعدم المراقبة والخوف لله سبحانه، اللهم إنا نبرأ إليك من كل مالا يرضيك أنت حسبنا ونعم الوكيل، من كل آفة ومخافة يا من بيده أزمة الأمور، وهو على كل شيء قدير، اجمع قلوب عبادك على ما تحب وترضى، يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، ولم يكف هؤلاء المتصفون بالفقه والمعرفة بسكوتهم عن ارتكاب منكر هذا الداعي، حتى رفعوا من شأنه ولقبوه بأمير المؤمنين، وحسنوا للناس طريقته، اللهم غفراً غفراً، فلقد أعظموا في الدين معصية وكفراً.
[التحذير من النفاق وشهادة الزور وعلماء السوء]
  أخرج الطبراني في الكبير والبزار من حديث عمران بن حصين قال: قال