مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة در النادي في الكشف عن خبث حسين الهادي

صفحة 159 - الجزء 1

  وعاقل أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يسكت عنهما مع القدرة على ذلك، وأن تاركهما تارك ركن من أركان الدين يستوجب به غضب رب العالمين، والخلود في النار مع الكافرين، وأنه متى قد أبلى العذر ونصح وأنذر وأعذر فقد خرج عن العهدة وحمل الوجوب من بلغ إليه، وفيما حكى الله عن طائفة الحق من بني إسرائيل في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ١٦٤ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٥}⁣[الأعراف].

  وأخرج أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «لا يحقرن أحدكم نفسه ... قالوا: وكيف يحقر أحدنا نفسه يا رسول الله؟ قال: يرى أمر الله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه فيقول الله ø يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا فيقول: خشيت الناس، فيقول الله تبارك وتعالى فأنا كنت أحق أن تخشاه» وورد الأمر من النبي ÷ بذكر أولي المعاصي بما فيهم للحذر منهم ومجانبتهم، أخرج أبو يعلى وغيره عنه ÷ قال: «اذكروا الفاجر بما فيه كيما يحذره الناس» وفي بعض رواياته «لا غيبة لفاسق» وروى ابن أبي الدنيا من طريق الحسن البصري مرفوعاً «ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم، المجاهر بالفسق، والإمام الجائر، والمبتدع».

  وقوله في الأبيات فهلا سمعتم ... إلخ، الخطاب لذوي العلم والعقل يعني هل سمعتم فيما تعلمون من سير الملوك والأئمة والأمراء بأهل زمانٍ من الأزمنة المتقدمة قد ولوا أمرهم، من صفاته كصفات هذا الرجل التي أمليناها سابقاً والاستفهام للاستنكار أي ليس الأمر كذلك.