جواب الإمام المحسن بن أحمد # على رسالة الإمام محمد بن عبدالله الوزير #
  
  الحمد لله الذي جعل الشريعة الغراء واضحة البيان شمساً ونهاراً، وفهمنا بتوفيقه في معاني القرآن أسراراً، ومن تأويل السنة النبوية أحكاماً وأنواراً، وتنزيهاً عن الخبائث إعلاناً وإسراراً، قفونا أئمة أطهاراً، وقدوة أخياراً، وطرقات صحيحات وأخبارا، ومناراً واضحاً بحمد الله وآثاراً، قمعنا بمنِّ الله أشراراً، وأحيينا شريعة غراء قولاً وفعلاً، سراً وجهاراً، فهيهات أن نسلك بعد البصيرة سبيل الجاحدين، أو نتقحم بلا بصيرة في مهاوي الجاهلين، وسبيل المعاندين، أعداء الأئمة الهادين.
  والحمد لله الذي جعلنا من زرع الخليل وإسماعيل، ومن نسل من كان خادمه جبريل الأمين وميكائيل، ومن قرناء الذكر المبين، ومن دعاة الأئمة الزكية، الظاهرة على البرية، سلكنا نهجهم الواضح، وهديهم اللايح، فلم نغدوا(١) حيا، ولم نفر هرباً، ولم نصدق كاذباً، ولم نُخِفْ بريئاً، صغيراً ولا كبيراً، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤] ولم نرفث حمقاً ولا هوى، {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ٤٠ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ٤١}[النازعات] ولم نلعن إماماً ولا عالماً، ولم نعن جاهلاً ولا ظالماً، {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ٦٨}[الفرقان]، {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}[البقرة: ٣٢]، {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}[آل عمران: ٩] {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[الأعراف: ٤٣].
  ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نظير، ولا معين له ولا وزير، ولا ظهير، بل هو على كل شيء قدير، نعم المولى ونعم النصير، لا جور في أحكامه، ولا
(١) هكذا في الأصل.