مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[تحريم الزكاة على بني هاشم]

صفحة 186 - الجزء 1

  فحش في كلامه، وأشهد أن محمداً خاتم النبيين المنزل فيه وعليه {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم]، {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}⁣[التوبة] فهذه صفاته، وصفات من خلّفه من صفواته، وأن أخاه عليٌّ الوصي من بعده، سار سيرته، وقفا أثره، فهو للأئمة قدوة، وللصالحين أسوة، وأشهد أن فاطمة الزهراء، سيدة نساء الدنيا والأخرى، وأن الحسنين سيدا الشهداء، والإمامين قاما أو قعدا، وأن الإمامة في أولاد السبطين، الحسن والحسين، من كان منهم بأحكام الله عارفاً، ومما يسخطه خائفاً، ناهج نهج الأئمة، هداة الأمة، اللهم فكما جعلتنا من نسلهم، ووفقتنا لطريقتهم، فثبت أقدامنا على صراطهم، واحشرنا في زمرتهم، يا واسع المغفرة، يا ولي الدنيا والآخرة.

  وبعد ... فإنا وقفنا على جواب سؤال ورد في شأن تحريم الزكاة على بني هاشم، أوضح المجيب في بعض أطرافه ما هو الحق، وتعدى إلى أطراف أبانت ما هو عليه من الهذيان والحمق، وشهدت بخروجه عن الزهد والورع، وأبانت ما هو منطوٍ عليه من الحقد على الأئمة، والإستخفاف بالصالحين من دون مبالاة ولا جزع.

[تحريم الزكاة على بني هاشم]

  فأما الطرف الأول: فقد وافق نقله ما هو معلوم من ضرورة الدين، فتحريم الزكاة على بني هاشم قضت به النصوص النبوية وقام به إجماع العترة المطهرين، اشتهر وظهر أيام النبي ÷ والصدور الأول ظهور الشمس والقمر، فلا تحل زكاة العرب لبني هاشم بحال، ولا يقول بحلها أحد من علماء الآل، على الإجمال، فمن أحلها فقد خالف نهجهم، والنصوص الواردة ورد إجماعهم، وإنما وقع الخلاف في أمورٍ راجعة إما