جواب الإمام المحسن بن أحمد # على رسالة الإمام محمد بن عبدالله الوزير #
  فقال #: أيها القاضي هل علمت ناسخ القرآن ومنسوخه وحلاله وحرامه.
  قال: لا، فضربه بالدرة(١).
  وقال: هلكت وأهلكت.
  وبالإسناد الموقوف(٢) به المتصل إليه # أنه دخل مسجد الكوفة وفيه رجل معروف بعبد الرحمن بن دأب وكان صاحباً لأبي موسى الأشعري وقد حلق الناس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنهي والحضر بالإباحة.
  فقال له: أتعرف ناسخ القرآن ومنسوخه؟
  قال: لا، قال: هلكت وأهلكت، أبو من أنت؟
  قال: أبو يحيى.
  قال: بل أنت أبو عرفوني(٣)، فأخذ أذنه ففتلها وقال: لا تقض في مسجدنا بعد اليوم.
  فهلا باعد نفسه هذا المجيب عن الخلط والتخطئة وقرأ مع العلماء ثم بعد ذلك لا بأس أن يترقى إلى الترجيح والإعتراض لكن على قاعدة أهل العلم أو ليسكت فمن سكت سلم أو ليتبع الأئمة ففي علومهم واتباعهم الهدى والنور، ثم طمح به قلمه في ذلك الجواب إلى قول يلزم منه تخطئة الأئمة وتجهيلهم، والناجح بأقواله عليهم، وأن الإقطاع والإذن منهم بقبض الزكاة لمصرفها من أهلها أو من بعض محالها، وأن تلك الإقطاعات عندهم بروايته عنهم من المصالح المرسلة وقد تحاد العارفين أن يأتوه فيها بدليل، فلم يجدوا إلى ذلك من سبيل.
(١) هي العصا.
(٢) كذا في الأصل، ولعلها الموثوق.
(٣) كذا في الأصل، وفي بعض الروايات «أبو عرقوب».