مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

جواب الإمام المحسن بن أحمد # على رسالة الإمام محمد بن عبدالله الوزير #

صفحة 192 - الجزء 1

  يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[فاطر: ١٨] وإلزام ذي القسامة والعاقلة جناية الغير، وما فعله وارد على خلاف القياس، فإن زعم أنه فعله في ولايته الصحيحة دون غيره.

  فنقول: ما شأن⁣(⁣١) فعل وقتل ونفذ وحوَّل في بلاد خولان الشام، وخرج من طاعة الإمام أحمد بن هاشم سلام الله عليه وأمضى الحدود وأخذ الواجبات، وحول وأقر، وأرسل إلى بيته من الواجبات ما أرسل، وأخذت في الطريق بمرأى ومسمع.

  فإن قال كانت لكذا، فما أجاب فهو الجواب فنعوذ بالله من الحمق والهوى والتهافت على انتقاص الأئمة الهادين واحتقار المؤمنين.

  قال استهزاء بنا: «وأستاذه»!.

  قلنا: الأخذ عن الأستاذ والأستاذين والاستفادة خير من الوجادة.

  وقال أيضاً: استهزاء بنا: «وإمامه»!.

  قلنا: قال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ}⁣[القصص: ٥٥] وكأنه مستحل لسب الأحياء والأموات، مفتٍ نفسه أنه لا خطاب عليه من بارئ البريات، وهيهات هيهات فإن الله بالمرصاد، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}⁣[فُصِّلَت: ٤٦] حرر في شهر صفر سنة أربع وثمانين ومائتين وألف ١٢٨٤ هـ.

  انتهى جواب مولانا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، المتوكل على الله صاحب هذه السيرة # وهو كما ترى جواب مفيد، وعقد في صدر الحجج فريد، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً.


(١) كذا في الأصل، ولعلها ما شأنه.