مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

[مسألة الإمامة]

صفحة 197 - الجزء 1

  لم يفرض؟ ولم يعلم من ذلك ما يلزمه فهو ضال غير مهتدٍ، وأمره في ذلك مسخوط عند الله غير مرضي، لأن الله سبحانه كلفه العمل، فجهل من ذلك ما قد علم، فعليه أن يتعلم ما جهل، فإن لم يفعل كان ضالاً ولم يكن مهتدياً ولا براً، ولا يجوز أن يأتم في الصلاة إلا بكل برٍ زكيٍ إلى آخر كلامه #، ومثله كلام حفيده الإمام الهادي إلى الحق #، ولو استوفينا كلام الأئمة في ذلك لطال الشرح وفي ذلك كفاية، لمن له من ربه أدنى هداية، إذا تحقق ذلك فتعجب من أحوال أهل العصر فإن جمهورهم لا يرفع إلى ذلك رأساً، ولا يخف من الله لذلك نكساً ولا بأساً.

  واعلم أن الإمام لما كان خليفة الرسول عليه وعلى آ له أفضل الصلاة والسلام وجب أن تكون صفاته على صفات من استخلفه، وهو النبي ÷، ولهذا ذكر أهل العلم شروط الإمامة في مصنفاتهم، وإذا كملت في شخص استحق الإمامة، ووجبت طاعته على الخاصة والعامة، وأوجبوا على كل مكلف البحث والنهوض إلى مدعي الإمامة، ليعرف كمال الشروط فيتبعه، أو عدمها فيجتنبه، وذكروا أنها متى كملت الشروط وقام ودعا فليس له أن يتنحى إلا لأنهض منه، فتلخص أن من قام ودعا وليس بكامل الشروط ووجد من هو أنهض منه وجب عليه أن يتنحى بل لا يجوز له البقاء، قال أهل العلم: تختل بذلك عدالته فتبطل إمامته.

  ولما قام مولانا عز الإسلام بحثنا عن الشروط بمقدار الإستطاعة ولما كان بعض الشروط لا تظهر يقينا إلا بالمحارسة مثل الشجاعة والسخاء والتدبير، على أن الصحيح ما ذكره الإمام الأعظم خاتمة المحققين، يحيى شرف الدين، # في (الأثمار)