جواب شيخ الإسلام القرشي رضوان الله عليه على الإمام محمد بن عبد الله الوزير #
  أن الشرط أن تكون هذه الأمور في الإمام غرائز أي خليقة تخلق ويطبع عليها، لا لو كانت اكتسابية، كأن يكون المتسمي بالإمام متكلفاً بها على جهة الإكراه كانت عليه أمور ذلك كله.
  ولما وقعت الملازمة والإختيار لِمولانا عز الإسلام انكشف ما انكشف وآل الأمر إلى إجماع من يعتد به من العلماء الذين لهم التفات إلى مسألة الإمامة، ومراعاة لطريق الخلافة النبوية والزعامة؛ لأن غيرهم إما لا حقيقة عنده من الإمامة فهو إمّعة إذا سمع الناس قالوا بإمامٍ قال معهم خطباً(١) وجزافاً، ورجل لا يرد يد لامس فهو لا يراعي في دين الله وفاقاً ولا خلافاً، فاجتمع الخلص من العلماء، إلى مولانا المتوكل على الله حفظه الله بعد طول طلب الأكمل، ومباحثةٍ لما عسى أن يوجد أجل وأفضل، فاتفقت الكلمة من الكل من العلماء وأهل البصائر، بل اتفق الموالف والمخالف في وقت الدعوة على كماله، وأنه أحق بها لعدم نظيره ومثاله، واستحق الإمامة لوجهين:
  الأول: أن الشروط غرائز ظاهرة مكشوفة.
  والثاني: كونه أنهض في المقصود من الإمامة من الدعاء إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وبث الدعوة في الآفاق، والاهتمام بصلاح العامة من دانٍ وقاص، وكم صلح من خلقٍ ببركة هذا الإمام الأعظم أيده الله، ثم التأهب للجهاد، وإخافة أهل البغي، وتحريض الناس على القتال، والإستنفار بالقبائل على كل حال، وحل المشكلات وإبطال الشبه ويرد السؤالات بأحسن الأجوبة، مقامه مقام حلم وعلم، لا يذكر فيه أحدٌ بسوءٍ قد جبل على كرم الطباع، والرحمة والشفقة للعامة، وملازمة الدعاء إلى الله لهم بالتوفيق والهداية، طعامه مبذول للوافدين، منفقاً مطعماً ما أمكنه للسائلين، وغير ذلك من طرائق الأئمة الراشدين.
(١) كذا في الأصل، ولعلها خبطاً، والله أعلم.