[رسالة العلماء إلى شيخ الإسلام]
  وأما مولانا عز الإسلام فقد قمنا بحقه، واحترمنا جانبه، ولا نحب أن نذكره إلا بخير كما علم الله، وقد علم المتحفظون من العلماء أن عدم استحقاق الشخص للإمامة لا ينقص من قدره، ولا يهضم جانبه وفضله، فلكلٍ قدره وجهده، ولم يجعل الله الإمامة لخليله إبراهيم ﷺ إلا بعد أن اختبره بالكلمات فقد قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[البقرة: ١٢٤] ولقد قال ÷ لأبي ذرٍ ¥ «إياك والإمارة فإنها يوم القيامة حسرة وندامة» فهل نقص ذلك من فضل أبي ذر ..
  وإني والله لما عرفت عدم الكمال، كتمت ذلك أياماً خشية انفضاض الجميع وتقلب الأحوال، حتى وصل إليَّ بعض العلماء يذكر ما قد صح لي، ثم توارد العلماء إليَّ إرسالاً حتى وصل إليَّ خواص مولانا عز الإسلام واحداً فواحداً، وأن منهم الذي لم يفارقه صباحاً ولا مساء، فلما عرفت إجماعهم واتفاقهم على ما عندي وأمنت الفساد، أظهرت ما في نفسي، وكان ما قد علمه الناس.
  فإن قلت: عليك أن تظهر موجب تنحي مولانا العزي.
  قلت: أنا لا أحب إلا أن أذكر ما يرفع شأنه، ويعظم جنابه، ولكني أذكر ما رقمه العلماء بلفظه ورسمه، وهو لدي وأسماؤهم مرقومة عندي ولفظه:
[رسالة العلماء إلى شيخ الإسلام]
  بعد الحمد لله والثناء عليه، وبعد ... فإنه لما كان من الواجب، والحتم اللازب، إيضاح المقام، لما أجمع عليه العلماء الأعلام، وأهل الحل والعقد في مدينة سام، من انعزال إمامة المنصور ونصب الإمام المتوكل في المنصب العام، وذلك ينحصر في