مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

رسالة الإمام المهدي محمد بن القاسم إلى الديار القاصية

صفحة 238 - الجزء 1

  على ذلك أنه لو كان الله تعالى ثانٍ لأظهر صنعته وقدرته ودل على نفسه وأتتنا رسله ولكان يلزم الفساد في السماوات والأرض وما بينهما لاختلاف مراديهما إذْ أراد أحدهما فعلاً والآخر ضده ونحو ذلك، فلما انتفى ذلك كله علمنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وقد قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ ...}⁣[الإخلاص] إلى آخر السورة، وقال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}⁣[الأنبياء: ٢٢] لتناقض مراداتهم و {لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ}⁣[المؤمنون: ٩١]، فيميز صنعة كل واحد منهم، {وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} بالقهر والغلبة ويعجز المغلوب، والعاجز ليس بإله لما تقرر أن الإله قادر والغالب هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم القاهر.