الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار
[معاني الفتنة]
  والفتنة كذلك بمعنى:
  ١ - المحنة لقوله ÷ «سيأتي من بعدي فتن متشابهة كقطع الليل المظلم فيظن المؤمنون أنهم هالكون فيكشفها الله بنا أهل البيت».
  ٢ - وبمعنى الإختبار كقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[العنكبوت: ٣].
  ٣ - وبمعنى الإضلال كقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}[الأعراف: ٢٧].
  ٤ - وبمعنى العذاب كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}[الذاريات] ويجوز أن يفتن الله تعالى المكلفين أي يختبرهم بالتكاليف والشدائد ويفتن العصاة بمعنى يعذبهم لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق؛ لأنها صفة نقص والله يتعالى عنها.
[معنى الختم والطبع]
  والختم والطبع بمعنى التغطية وبمعنى العلامة، ولا يجوز أن يقال إن الله تعالى طبع على قلوب الكفار بمعنى غطا عليها، [قال] بعض العدلية ويجوز بمعنى جعل علامة، والمختار أن الطبع والختم والعلامة والغشاوة والحجاب في مثل قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}[التوبة: ٩٣] {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً}[الجاثية: ٢٣] {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}[فُصِّلَت: ٥] عبارة عن سلب تنوير القلب الزائد على