مجموع كتب ورسائل الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد،

الإمام المحسن بن أحمد (المتوفى: 1295 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل من أصول الدين لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 242 - الجزء 1

[معاني الفتنة]

  والفتنة كذلك بمعنى:

  ١ - المحنة لقوله ÷ «سيأتي من بعدي فتن متشابهة كقطع الليل المظلم فيظن المؤمنون أنهم هالكون فيكشفها الله بنا أهل البيت».

  ٢ - وبمعنى الإختبار كقوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}⁣[العنكبوت: ٣].

  ٣ - وبمعنى الإضلال كقوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}⁣[الأعراف: ٢٧].

  ٤ - وبمعنى العذاب كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}⁣[الذاريات] ويجوز أن يفتن الله تعالى المكلفين أي يختبرهم بالتكاليف والشدائد ويفتن العصاة بمعنى يعذبهم لا بمعنى يضلهم عن طريق الحق؛ لأنها صفة نقص والله يتعالى عنها.

[معنى الختم والطبع]

  والختم والطبع بمعنى التغطية وبمعنى العلامة، ولا يجوز أن يقال إن الله تعالى طبع على قلوب الكفار بمعنى غطا عليها، [قال] بعض العدلية ويجوز بمعنى جعل علامة، والمختار أن الطبع والختم والعلامة والغشاوة والحجاب في مثل قوله تعالى: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ}⁣[التوبة: ٩٣] {وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً}⁣[الجاثية: ٢٣] {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}⁣[فُصِّلَت: ٥] عبارة عن سلب تنوير القلب الزائد على